أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني لدى استقبال سموه لعدد كبير من عوائل المنامة بأنه مهما استُهدف التلاحم الوطني فانه لن يزيده إلا تماسكاً وقوة، لأنه لا مناص من التعايش ولابديل عن الوحدة الوطنية، لذا فشلت المؤامرات وتحطمت آمال من كان يسعى إلى شق الصف وزعزعة الاستقرار . وقال " إن الأيادي ممدودة دائما والأبواب مفتوحة والإصلاح مستمر والمؤسسات الدستورية أسست وفق إجماع وطني كان ثمرة من ثمار المشروع الطموح لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى ، ودولة بها مثل هذه المقومات هي أشد حرصاً على تحقيق الرفاه والخير لشعبها وتلبية كافة متطلباتهم من الإصلاح والتحديث".
وخاطب الحضور قائلا ً " إن هذا الجمع المبارك جمع المحبة يبعث رسالة واحدة إلى العالم وهي أن مملكة البحرين باقية كموطن للوئام والوحدة والسلام .
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في كلمة وجهها خلال لقاء سموه بعوائل المنامة أن الأزمة التي مررنا بها في الفترة الأخيرة شكلت انتهاكًا صارخًا لجميع قيم وتقاليد المجتمع البحريني الذي يقدم دومًا نموذجًا يحتذى به في التعايش والتماسك والتلاحم الوطني، ولكن وبفضل الله عز وجل ثم بحكمة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى والجهود الجبارة لجنودنا البواسل، وصلابة هذا الشعب الوفي تغلبنا على تلك الأزمة وتجاوزناه .
وقال " إن الجميع وعوا الدرس الآن واستخلصوا العبر من تلك المحنة التي ألمت بنا وبات الجميع على يقين بأن القانون يجب أن يكون فوق الجميع وأن الولاء والانتماء لهذا الوطن هو المعيار .
ونوه بالدور التاريخي المشهود للعائلات البحرينية ، مؤكدا سموه أنها مطالبه في هذه اللحظة التاريخية بمضاعفة جهودها لإعادة اللحمة الوطنية والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها ودعم اقتصادنا الوطني .
وشدد رئيس الوزراء على أن الحوار هو سمة من أهم السمات الراسخة التي تميز مجتمعنا حيث إن التلاقي والتشاور مستمر ومتواصل بين جميع مكوناته وعلى مدار تاريخه .
ودعا جميع أطياف المجتمع إلى أن تكون على مستوى هذه المرحلة المهمة وأن تشارك بإيجابية ووطنية في الحوار الوطني الشامل الذي دعا له جلالة الملك المفدى وطرح ما لديها من آراء ومقترحات من أجل صالح هذا الوطن ، وأن يتمسك الجميع بالحوار، ويحرص أشد الحرص على إنجاحه باعتباره المخرج الآمن الذي يؤسس لمرحلة جديدة من النهضة والتقدم الشامل .
وأكد أن البحرين في هذه المرحلة بحاجة إلى كل أبنائها المخلصين لكي تعود افضل مما كانت عليه ، وأن الشعب البحريني قادر بتلاحم جميع أبنائه على تخطي الصعاب والتحديات .
وقال " إن تجمع أهل البحرين على الخير والمحبة أمر يفرحنا وهو ليس بمستغرب عليهم "،مؤكدا سموه أنه بعد ما مر بمملكة البحرين من أحداث مؤسفة فان الوقت حان لامتصاص أثرها على النفوس والاجتماع على كلمة سواء وهي مصلحة هذا الوطن وازدهار شعبه وتماسكه، وأكد سموه أن مملكة البحرين بخير وفي المكانة التي تريدها قيادتها ويريدها شعبها، وانه بجهود أبناء الوطن بدأت بعض الجهات التي كونت صورة مغلوطة عن الوضع في مملكة البحرين تصحيح نضرتها بعد أن تكشفت لها الحقائق ،ونحن مؤمنين بأنه لا يصح إلا الصحيح والحق لا يمكن إخفائه بالأباطيل والتزييف .
وقال " إن شعب البحرين بوعيه وصلابته التي عُرف بها عبر التاريخ قادر على تجاوز هذه المرحلة وهو أكثر قوة وأشد عزماً، وان التجارب التي مرت علينا تعلمنا منها بأنه لا أغلى ولا أعز من هذا الوطن وشعبه .
وأشار الى أن الحفاظ على أمن الوطن واستقراره لا مساومة عليه والدولة لم تترك طريقاً إلا سلكته لإنهاء ماحدث دونما أن يؤثر على سلامة النسيج المجتمعي ، ولكن البعض أصروا على المضي في غيهم وبهتانهم ، وجاء تطبيق القانون ليضع حداً للتجاوزات وليحفظ لمملكة البحرين أغلى ماتملك وهو تماسكها ونسيجها الاجتماعي .
وقال " نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرة العمل الوطني ،وكلنا أمل بأن تكون مليئة بكل ماهو خير لهذا الوطن وشعبه في ظل أجواء آمنة ومستقرة .
ووجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال لقاءئه بعوائل المنامة تحية تقدير واعتزاز لكل المواطنين الذين أظهروا مواقف مشرفة خلال الأحداث التي مرت بها مملكة البحرين وكانوا خط الدفاع الأول عن وطنهم ووحدتهم الوطنية ووقفوا وقفة رجل واحد في وجه من أراد تقسيم هذا المجتمع الواحد، وخص سموه بالشكر تجمع الوحدة الوطنية رئيسا وأعضاء وكل من شارك في هذا التجمع المبارك من أجل صد أي يخطر يحدق بهذا الوطن وشعبه .
وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في ختام كلمته عن بالغ شكره وتقديره لعوائل المنامة لمبادراتها الطيبة وحسهم الوطني وحرصهم على مصلحة الوطن ، وقال سموه"هذا ماتعودناه من العوائلة البحرينية الكريمة التي كانت وستظل سندنا وعوننا في كل ما هو خير وصلاح لهذا الوطن".