أجمع عدد من المثقفين والمفكرين، على كون الأزهر الشريف مظلة الأمة كلها تفزع إليه في لحظاتها الفارقة، فالأزهر كان له دائما ومازال دوره الوطنى الكبير. جاء ذلك خلال الاجتماع الثانى للمثقفين المصريين الذى يعقد برحاب الأزهر الشريف، حيث تم طرح تحليلات الواقع الذى تمر به مصر والأفكار والتصورات لما يجب أن يكون عليه المستقبل. و طالب الحضور بتحقيق استقلالية الأزهر ودعم دوره العلمي والدعوى. وقدم أثناء الاجتماع وثيقة الأزهر وتضم مقترحات بالمبادئ وأفكاراً رئيسية تشمل موضوع "علاقة الدين بالمجتمع وعلاقته بالدولة"، و"اعتماد النظام الديمقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر وتداول السلطة" و"تحديد الاختصاصات وتأكيد الالتزام بالمواثيق والعهود الدولية". كما تدعو الوثيقة إلى التمسك بالانجازات الحضارية في العلاقات المجتمعية والدولية لتوافقها الكامل مع التقاليد السمحة للثقافة الإسلامية والثقافة المسيحية ومع التجربة الحضارية والتاريخية العريقة لمصر، والحرص على صيانتها وقداسة دور العبادة وحمايتها. وأكد المثقفون، أهمية السعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والبطالة من خلال تحقيق النهضة الشاملة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية باعتبارها الأولوية القصوى في مرحلة التحول الديمقراطى الذى تشهده مصر حاليا. وشدد المجتمعون على اعتبار الأزهر ودار الإفتاء الجهتين المنوط بهما تحديد المرجعية الإسلامية مع عدم مصادرة حق الجميع في الرأى حيثما توفرت له شروط الاجتهاد والالتزام بأدب الحوار وعدم الخروج على ما اتفقت عليه الجمهور والجماعة.