قبل وصوله بأيام قليلة إلى القاهرة, تعمد وفد منظمة فريدوم هاوس الأمريكية, تسريب معلومات عبر تصريحات صحفية, استهدف من ورائها فى ما يبدو توجيه رسالة تطمينات لحماية فكرة منتدى جيل جديد التى تشرف عليها وستقوم بتمويلها, وتضم عددا من نشطاء و منظمات حقوق الإنسان الوطنية.المزاعم التى روجها الوفد, انه سيلتقى بوزير الخارجية المصري, وطالب بلقاء قادة أمانة السياسات بالحزب الوطني, إلى آخره من التصريحات, والتى تحاول إظهار أن الوفد فى زيارة رسمية مرحب بها على المستويين الرسمى والشعبي.دوما ما ترحب مصر بالوفود الزائرة حتى وإن اختلفت معها, لكنها أبدا لم تسمح بتنازلات للزائرين, تتيح لهم العبث بالقواعد المستقرة, خصوصا ان بعض الزائرين, أطلق تصريحا غريبا له دلالته, عن وجود مطالب شعبية فى مصر بفرض الرقابة الدولية على الانتخابات, وانهم ينتظرون الرد الرسمى على ذلك.كل هذه المعطيات تشير إلى رؤية متكاملة للمنظمة الشهيرة بسوء السمعة الحقوقية والسياسية فى المحافل الدولية, وانحيازها السافر للسياسات الامريكية, واستخدام تقاريرها الحقوقية لصالح أغراض سياسية. بالمخالفة للقواعد الحاكمة للنشاط الحقوقى الإنسانى فى العالم وأهمها الاستقلالية عن الحكومات.والمثير أن توجه هذه المنظمة الأنظار إلى مطالب شعبية فى مصر بدعوة الرقابة الدولية, وتجعل منها أساس الجدل, بدلا من قيامها هى كمنظمة أمريكية وثيقة الصلة بالإدارة الأمريكية بالإعلان عن هذه الدعوة, ليصبح الخلاف مصريا مصريا, وليس ضغطا دوليا على مصر.والرقابة الدولية تنظمها اتفاقات, أهمها وفقا للأمم المتحدة, أن تطلب الدولة المعنية من المنظمة الدولية ذلك, وليس من بينها مطالب من حكومات أخري, والجديد الآن, أن تقوم منظمة أجنبية بالإعلان عن مطالب تسميها شعبية داخل الوطن من أجل تحقيق هدفها هى فى فرض هذه الرقابة.بالمناسبة قامت منظمة أمريكية قبل سنوات قليلة جدا بتنظيم مراقبة دولية على انتخابات عامة فى دولة عربية, ورغم آلاف الملاحظات عن حقيقة الأوضاع الديمقراطية فى هذه الدولة, فإن التقرير الصادر عقب الانتخابات, أشاد بالحريات العامة والأجواء الديمقراطية, ونزاهة الانتخابات وحياديتها, فى الوقت الذى كانت طائرات سلاح الجو الأمريكي, تخرق سماء هذه الدولة لقصف مواقع وقواعد لجماعات إرهابية.أعتقد أن الصورة واضحة.. وللحديث بقية