شنت القوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي هجوما مباغتا على قوات المعارضة في بلدة اجدابيا، فقصفت البلدة ونشرت أفرادها في الشوارع. واستخدمت القوات الحكومية القصف وأسلوب حرب العصابات لتحقيق اكبر تقدم تحرزه حتى الآن منذ بدء الغارات الجوية الدولية ضدها. وتقول القوات المعارضة للقذافي إنها تمكنت من صد الهجوم بعد اشتباكات دامت عدة ساعات. فيما أعلن أطباء مقتل 8 خلال هذه الاشتباكات. وإذا ما تمكنت القوات الحكومية من إعادة الاستيلاء على البلدة فستكون محطة للانطلاق نحو معقل المعارضة في بنغازي، على بعد 160 كيلومترا شرقا على الساحل الشمالي. يذكر أن القوات الحكومية كانت تتقدم باتجاه بنغازي الشهر الماضي حينما اضطرتها للتراجع الغارات الجوية الدولية بهدف حماية المدنيين وشل السلاح الجوي للقذافي. أما بالنسبة للمعارضة فإن خسارتها السيطرة على المدينة ستحصرها فعليا في الساحل الشمالي شرقي ليبيا، وستمكن القوات الحكومية من التضييق أكثر على جيوب المعارضة في بقية البلاد بما فيها بلدة مصراتة المحاصرة حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة السبت لليوم الثاني على التوالي. وكان زعماء في المعارضة قد وجهوا انتقادات لأداء الحلف في فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا وخاصة منذ الغارة الجوية للحلف على قافة لقوات المعارضة الأسبوع الماضي. إلا أن هذه القيادات تقول انها سعيدة بتشديد الضربات ضد القوات الموالية للقذافي يومي الجمعة والسبت. وفي مدينة مصراتة غربي ليبيا أعلنت مصادر في المعارضة مقتل 30 على الأقل من قواتها في هجوم للقوات الحكومية على المدينة، وذلك نقلا عن رفاقهم ومصادر طبية، فيما شددت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) غاراتها الجوية. ودمرت قوات (الناتو) 17 دبابة تعود لقوات الرئيس الليبي معمر القذافي مساء الجمعة وصباح السبت، حسب ما أفاد مسؤول في الحلف. وقال مسؤول الناتو إن طائرة تابعة للحلف قصفت 15 دبابة بالقرب من مصراتة غربي البلاد حيث تقوم قوات القذافي بمهاجمة قوات المعارضة، كما دمرت دبابتين جنوب بلدة البريقة شرقي البلاد. وأضاف المسؤول أن عمليات الجمعة قد تكون "الأشد" منذ بدأت العمليات العسكرية للحلف في ليبيا. وذكر المسؤول أيضا أن طائرة تابعة للناتو اعترضت طائرة ميج 23 بالقرب من مدينة بنغازي شرقي البلاد يقودها طيار تابع للمعارضة، وأشارت على الطيار بالهبوط. وقال "نحن لا نعرف هوية قائد الطائرة، لكن بما أنه أقلع من بنغازي فبإمكاننا الافتراض أنه تابع للمعارضة". وذكر اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عمليات ليبيا في الحلف أن الغارات الجوية للحلف قد قصفت عربات مدرعة كانت تطلق النار على مدنيين في مصراتة وإجدابيا. وأضاف اللفتنانت جنرال الذي كان يتحدث من نابولي في إيطاليا حيث مقر عمليات الحلف إن طائرات الحلف أصابت ايضا مخازن الذخيرة شرقي طرابلس التي كانت تستخدم لإعادة تزويد القوات التي تقوم بقصف مصراتة وغيرها من المراكز المأهولة بالسكان. فيما قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء السبت إن القوات التابعة للقذافي اسقطت مروحيتين تابعتين للمعارضة اخترقتا منطقة الحظر الجوي في منطقة البريقة شرق البلاد. وأعلن الصليب الأحمر تمكنه من جلب سفينة محملة بالمعونات الطبية الحيوية إلى مدينة مصراتة. وأضاف أنه قد سمح له بالوصول إلى مناطق أخرى من البلاد لا تزال تحت سيطرة الحكومة. ووصف جان ميشيل مونود ذلك بالانفراج. فيما تستمر الجهود الدولية لإنهاء الأزمة في ليبيا. ومن المقرر ان يصل وفد إفريقي بقيادة جاكوب زوما إلى بنغازي لإجراء محادثات مع المعارضة. ويترأس بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة اجتماعا للمنظمات الدولية والإقليمية القاهرة يوم الخميس بهدف تنسيق جهود التعامل مع الأزمة في ليبيا.