أمام إحدي محطات المترو وقف ينادي: "واحد" ...."واحد" اعتدت علي هذا المشهد جداً من كثرة مارأيته من قبل, لكن هيئته كانت علي غير العادة تماماً فعلي الرغم من ملابسه المقطعة والمرقعة, كان يغطي رأسه بشالٍ أبيض وأسود ما جعلني أتذكره داخلي وأقولها: إنه هو...نعم هو...ياسر عرفات عشت بعدها ثواني قليلة في أجواء فلسطين, إلا إنه فاجأني عندما أقتربت منه لأكون آخر من يركب هذه (النص سيارة) وسألني بكل فضول وتطفل الدنيا نازل فين؟؟؟؟ بالنسبة لي لم تكن مجرد مفاجأة بل كانت بمثابة تدخل في شئوني الشخصية حاولت أن يكون ردي هادئ قدر المستطاع حتي أتجنب شجاراً غير معلوم النهاية خاصة وأن هؤلاء السائقين دوما ما يتعاطون (الحشيش والبرشام) هتفرق معاك ...!!؟؟؟ وتركته يحدث نفسه وجلست في المكان الذي يزعم وجوده وأمري لله وبدوره ظل يتمتم بكلمات غير مفهومة أو حتي مسموعة حتي جلس خلف عجلة القيادة (الطاره). وبدأت رحلتنا بهذه السيارة السيرفيس الفخمة وعلي هذه الطرقات التي قلما تجد مثلها في العالم كله, ناهيك عن الاغاني الشعبية الهابطة وبينما كانت تصرخ أذنيّ من علو الصوت كات ترقص السيارة بدورها ولكن علي أنغام المطبات والحفر في الطريق. وقف فاجأة ليحدث بعضاً من الاطفال (اطفال الشوارع) : غلط ياض منك ليه اللي بتعملوه ده فما كان منهم إلا أن يلموا أحجارهم جانباً وتحدث كبيرهم: معلش يا كهربااائي.. وأكملنا رحلتنا بعد هذا الفاصل القصير الذي لا أعلم سببه في الاصل. سألأه أحد الركاب الكرام وقد بدي علي صوته تقدم السن به مالهم العيال دي يا أسطي؟؟ دي عيال بنت (تيييييييت) كل شوية يحدفوا طوب علي الزباين قابله الحاج بالتعاطف ووصفه بجدعنة ولاد البلد ,وكدت أنساق وراء كلام الرجل ومسلماً بشهامة السائق إلا أنه لم يدع لي الفرصة لذلك ورد علي الحاج: اللي مدايقني أن الزبون بينزل يجري وراهم ومش بيدفع الاجرة توقفت هذه المره كل أعضائي عن القيام بوظيفتها وبحركة لا إرادية وجدتني أقول بملئ صوتي علي جنب يا أسطي!!! بقلم أحمد فتحي