بشار الأسد تبدأ اليوم "السبت" فعاليات ملتقى الجولان العربى الدولى الذى يعقد ما بين العاصمة السورية دمشق والقنيطرة المحررة يومى 10 و11 أكتوبر الجاري، وهو ليس أول الملتقيات والفعاليات الثقافية والفنية والإبداعية التى تقام فى سوريا انتصاراً للجولان، ولكنه بالتأكيد الأكثر تميزا فى عدد المشاركين ونوعيتهم "من 52 بلداً وخمس قارات" وشمولية تمثيلهم " كل ألوان الطيف الفكرى والسياسى والاجتماعى فى الأمة وبين أحرار العالم" يشكل محطة مميزة على طريق التعبئة الشعبية العربية والإسلامية والعالمية لاستعادة الجولان لهويته العربية السورية ولاستعادة سوريا لأراضيها المحتلة فى الجولان منذ 42 عاماً. ويكتسب هذا الملتقى أيضا أهمية خاصة فى موعد انعقاده فهو يأتى فى زمن تحولات لافتة فى مجرى الصراع العربي– الصهيونى عموماً، والصراع السوري– الإسرائيلى خصوصاً، سواء فى زمن انسداد أفق كل أشكال التفاوض مع العدو الصهيوني، المباشر وغير المباشر، أو فى زمن اشتداد الهجمة الصهيونية فى القدس والأقصى، فى غزة والخليل، فى نابلس ورام الله وجنين، فى عكا ويافا وأم الفحم، وفى كل ارض فلسطينية وعربية محتلة، هجمة التهجير والتدمير، هجمة التهويد والاستيطان، هجمة التدنيس والاقتحامات، هجمة الاغتيال والاعتقال. وعلى الرغم من أن فكرة الملتقى قد برزت فى اجتماعات عقدها مؤسسو المركز العربى الدولى للتواصل والتضامن على هامش ملتقى القدس الدولى فى اسطنبول عام 2007، فان أهمية هذا الملتقى الذى يرعاه الرئيس السورى شخصياً، والذى تنعقد جلسة افتتاحه على مقربة من الجولان المحتل، تزداد لأنه يأتى فى زمن الخروج السورى من أسوار العزلة التى فرضت على دمشق، وفى زمن تصاعد الأمل بإمكانية العودة إلى العمل العربى المشترك، روحاً ونصوصاً، مع زيارة العاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق والتى من المنتظر ان تفتح آفاقاً واسعة لمسيرة التضامن العربى خصوصاً على طريق إعادة الدفء إلى العلاقة المصرية – السورية التى باتت أكثر من ضرورية مع تعاظم الصلف الصهيونى الممتد من باحات المسجد الأقصى وبوابات غزة، إلى كواليس منظمة اليونسكو.