كثفت جامعة الدول العربية استعداداتها لانعقاد القمة العربية الاقتصادية الثانية الاجتماعية والتنموية بشرم الشيخ يوم 19 يناير الجاري، والتي يسبقها اجتماعات تحضيرية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي يوم 16 من الشهر ذاته يليها عقد منتديات اقتصادية واجتماعية لمناقشة القضايا المطروحة على القمة وقال السفير محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون الاقتصادية في تصريحات للصحفيين، إن هذه القمة تكتسب أهمية كبيرة من أجل تعميق التعاون الاقتصادي العربي ومتابعة ما تم تنفيذه في القمة الاقتصادية الأولى التي احتضنتها الكويت عام 2009 ، وكذلك أهمية الملفات المعروضة عليها، منوها بالتحضيرات المصرية لقمة شرم الشيخ وأكد السفير التويجري أن على رأس أولويات هذه القمة متابعة تنفيذ القرارات التي اتخذتها القمة العربية الاقتصادية الأولى وخاصة فيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي العربي والأمن الغذائي والاتحاد الجمركي العربي ومشروعات الطاقة وغيرها من المشروعات الرامية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة وقال أن الإعداد للقمة يسير بشكل مكثف وقد قامت الجامعة العربية بإعداد عدد من أوراق العمل حول ما تم انجازه من قرارات القمة الاقتصادية الاجتماعية والتنموية التي عقدت بالكويت في يناير 2009 ومن أهمها ورؤيتها حول سبل النهوض بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة وعن التزام الدول العربية بتسديد حصتها فيما يتعلق بصندوق تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي أقرته قمة الكويت بقيمة ملياري دولار .. أشار الدكتور التويجري إلى أنه تم سداد حوالي 1.3 مليار دولار ، وتم الانتهاء من اللوائح الخاصة بهذا الصندوق لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ونأمل أن يسهم في الدفع بهذه المشروعات خلال الفترة المقبلة وأوضح أن هناك اتصالات تتم مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتمويل مراحل هذا المشروع ، على أن يستكملها البنك الدولي وعدد من المؤسسات التي تعنى بالبنية التحتية لهذه المشروعات ، منوها في هذا الصدد بأهمية مبادرة البنك الدولي للتعاون مع العالم العربي وأشار إلى أنه من أهم المشروعات المعروضة على القمة العربية مشروع الربط البحري العربي ومبادرة البنك الدولي في العالم العربي ، إضافة إلى المشاريع العربية لدعم القدس ، ومشروع ربط شبكات الانترنت العربية من جانبه أكد الدكتور ثامر العاني مدير إدارة الدراسات والعلاقات الاقتصادية الإستراتيجية بالجامعة العربية أنه سيتم تقييم ما تم إنجازه من القرارات المتعلقة بالأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الاقتصادات العربية وأوضح الدكتور ثامر العاني أن من أهم الإنجازات التي حققتها القمة مبادرة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح التي دعا خلالها لإنشاء صندوق عربي لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة ، وتم إعداد اللائحة التنظيمية له ، وأطلقه وزراء الاقتصاد والمالية العرب خلال اجتماعهم بالكويت مؤخراً ويعد هذا الصندوق ثمرة من ثمرات القمة الاقتصادية الأولى وأضاف الدكتور ثامر أن المشروعات الأخرى شهدت حراكا نحو التنفيذ لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب ، وسيجري العمل خلال قمة شرم الشيخ المرتقبة على تدارس الصعوبات والمعوقات التي واجهت تنفيذ هذه القرارات وهذا أمر مهم وسابقة في مسار العمل الاقتصادي العربي المشترك ، مما يكشف عن تطور نوعي في العمل الاقتصادي العربي وأوضح الدكتور ثامر العاني أن قمة شرم الشيخ ستتناول العديد من الموضوعات المهمة والجديدة على جدول أعمالها وأبرزها الربط البحري بين الدول العربية لكي يتم الربط بين الموانئ البحرية فيما بينها وقال أن هذا المشروع من شأنه تحقيق التواصل وتوفير البنية الأساسية لإقامة السوق العربية المشتركة المقررة بحلول العام 2020 ومن ثم تحقيق التكامل الاقتصادي العربي ، وعليه يكتسب هذا الموضوع أهمية كبيرة في هذه القمة وأوضح أن الموضوع الآخر المقرر عرضه أمام القادة العرب فيتعلق بربط شبكات الانترنت العربية ، كجزء مهم من بنية الاقتصاد العربي وأشار إلى أن القادة العرب سيبحثون أيضاً تفعيل مبادرة البنك الدولي للنهوض بالجوانب الاقتصادية والتنموية في العالم العربي حيث ترتكز هذه المبادرة على ثلاثة محاور أساسية أولها تخصيص صندوق لمشروعات البنية الأساسية بما في ذلك الطرق البرية والنقل البحري والربط الكهربائي والطاقة المتجددة ، بالإضافة لخلق فرص عمل عن طريق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة ، والاستثمار في التنمية البشرية وربط مخرجات التعليم بسوق العمل وقال العاني أنه في ضوء الارتباط الوثيق بين هذه المبادرة والموضوعات التي تسعى منظومة العمل العربي المشترك إلى دعمها في المرحلة الراهنة فقد وجدنا أنه من الضروري عرضها على القمة الاقتصادية المرتقبة بشرم الشيخ لتفعيلها والاستفادة من معطياتها وهذه المبادرة من قبل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ولفت إلى أن مبادرة البنك الدولي تتماشى وتنسجم وتتكامل مع الموضوعات التي ناقشتها قمة الكويت وتلك التي ستتناولها قمة شرم الشيخ وعليه هناك ربط بين هذه المبادرة وموضوعات القمة وأوضح ثامر أن القمة الاقتصادية بشرم الشيخ سيعقد على هامشها عدد من المنتديات منها منتديات لرجال الأعمال ومنتدى حول النقل البحري وآخر للمجتمع المدني وكلها ستسهم في بلورة مرئيات لعرضها على القادة العرب وهو ما نصبو إليه من هذه القمة لأحداث تطور نوعي في العمل الاقتصادي العربي