بعد ساعات من تلقى الاتحاد المصرى لكرة القدم ردا من الاتحاد الدولى للعبة (فيفا) بشأن الاحتجاج الخاص بواقعة احتساب حكم مباراة مصر والبرازيل ضمن منافسات كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا ، لضربة جزاء وطرد اللاعب المصرى أحمد المحمدى، بناءً على رأى الحكم الرابع الذى استعان بالإعادة التليفزيونية من أجل احتساب الكرة ركلة جزاء بما يتعارض مع لوائح الفيفا، وذلك رغم احتساب الحكم ومساعده لركلة ركنية، وهو ما يخالف قانون التحكيم، حيث رد الفيفا مؤكداً أنه بعد دراسة جميع الوثائق المقدمة بهذا الشأن تبين للفيفا أن الحكم اتخذ قراره النهائى بعد التشاور مع الحكم المساعد الأول مايك مولاركى ( وهو المساعد الموجود فى الجهة العكسية من مكان اللعبة أى على بعد 70 ياردة تحديداً وهو ما يستحيل معه رؤية اللعبة التى لم يشاهدها الحكم أو المساعد الثانى القريبين للعبة)، وهو ما تسبب فى اعتراض سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، الذى أرسل للفيفا احتجاجاً رسمياً مستهجناً فيه على رد الفيفا، مشيراً إلى أن احتجاجه ليس بسبب صحة ضربة الجزاء أو خطأها ولكن بسبب تراجع الحكم فى قراره بشكل غريب لم يشهده من أى حكم من قبل، وأضاف زاهر أنه تحدث مع السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الفيفا بهذا الشأن خلال تواجدهما فى مقصورة الاستاد. ومع عدم الاقتناع بالرد، أرسل الفيفا أحد الموظفين المصريين الذين يعملون لديه من أجل إقناع زاهر بسحب احتجاجه وعدم تصعيد الأمر للمحكمة الرياضية التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم، مع وعد من الفيفا بإرضاء الاتحاد المصرى فى أى طلب يريدوه بشرط الابتعاد عن المحكمة التى قد يأتى حكمها بإعادة المباراة (وهو مايستحيل لأن الحكم سيكون بعد البطولة) وبالتالى إلغاء نتائج البطولة بالكامل وكأنها لم تكن وتسحب المكافآت المالية من المشاركين فى البطولة وتلغها نتائجها بالكامل. وهو الأمر الذى تتخوف منه الفيفا لدرجة إنها سارعت بإصدار قرار بإلغاء أى أجهزة تليفزيون موجودة أمام الحكم الرابع ومراقب المباراة حتى لا يتكرر مثل ما حدث فى مباراة مصر والبرازيل، وهو الأمر الذى أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن رد الفيفا كاذبا وعار من الصحة، وإلا لماذا أصدر هذا القرار إذا كان المساعد الأول هو من أشار للحكم بضربة الجزاء!! وفى أول خطوة يخطوها الفيفا لمصالحة زاهر، أتخذ الاتحاد الدولى لكرة القدم إجراءات انضباطية ضد الاتحاد الجزائرى للعبة بسبب تقارير حكم مباراة الجزائر ومصر التى أقيمت فى السابع من يونيو الحالى فى الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية 2010، وتحدثت التقارير المرفوعة للفيفا عن استعمال الألعاب النارية خلال المباراة وأن "دخان هذه الألعاب غطى أرضية الميدان"، ومن المنتظر نظر هذا الملف الاجتماع المقبل للجنة الانضباط التابعة للفيفا والمقرر مطلع شهر يوليو المقبل. ورغم إن إجراء الفيفا صحيح إلا أنه فى حقيقة الأمر جاء متأخراً أسبوعين، وهو ما يؤكد أن هذا التحرك جاء ضمن محاولة الفيفا لإرضاء الاتحاد المصرى لكرة القدم حتى لا يتقدم باحتجاج رسمى أمام المحكمة الرياضة، والفيفا فى سعيه هذا يغازل اتحاد زاهر، حيث متوقع أن تشمل عقوبات الفيفا ضد الجزائر، بفرض غرامة مالية عليه، إضافة إلى نقل مباراياته فى تصفيات كأس العالم خارج حدود الجزائر أو اللعب دون جماهير، وقد يصل الأمر إلى خصم نقاط من رصيد الجزائر فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، وهى التصفيات التى تتصدرها الجزائر برصيد 7 نقاط، وهو ما سيكون فى صالح المنتخب المصرى تماماً.