موسى: يجب تحقيق التواصل بين الأوطان الأصلية والمجتمعات الجديدة مجدي يعقوب: المغتربين العرب عليهم ديون لأوطانهم الأصلية يجب آداؤها افتتح عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بمقر جامعة الدول العربية، اليوم، أعمال المؤتمر الأول للمغتربين العرب تحت شعار "جسر للتواصل"، بمشاركة عدد من الوزراء العرب المعنيين بشؤون الهجرة والمغتربين وعدد من ممثلي الجاليات المقيمة في الخارج. شارك في الاجتماع وزيرة الهجرة والعمل المصري، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، وزير المغتربين السوري، وزير الهجرة العراقي، وزير العمل المغربي، وزير العمل الإماراتي. وشارك في الجلسة الافتتاحية اثنان من أبرز الشخصيات العربية المهاجرة وهما جراح القلب العالمي د.مجدي يعقوب، د. نبيل الحجار نائب رئيس جامعة ليل الفرنسية . ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام "دور منظمات المجتمع المدني في النهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية من الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، "ودور المغتربين العرب في التنمية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان"، كما يسعى المؤتمر لإيجاد إطار تنظيمي يضم المغتربين العرب في شتى أنحاء العالم، ودور مؤسسات المجتمع المدني في النهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية، بالإضافة إلى مناقشة موحور تحت عنوان "نحو إيجاد إطار تنظيمي ومعلوماتي للمغتربين العرب"، كما يشهد نهاية المؤتمر الإعلان الأول للمغتربين العرب. وقد عقد الأمين العام للجامعة العربية لقاءًا مفتوحًا مع الوزراء العرب المعنيين بشؤون الهجرة والمغتربين والجاليات المقيمة بالخارج من ممثلي الجاليات العربية بالخارج. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أنه آن الآوان لعلاج الخلل بين الشرق والغرب أو بين الإسلام والغرب والذي زاد بسبب ما ردده المتطرفون من الجانبين بشأن وجود صدام بين الحضارات. وذكر في كلمته الافتتاحية أن القرن الحادي والعشرين يشهد صراعًا بين الحضارات ويستند هذا الصراع بمبررات غاية في السلبية يجب مناقشتها ومعرفة أسبابها والأخطاء التي أدت إليها، موضحًا أننا نعيش في هذا القرن تحديات هائلة تستدعي التعاون في ظل تغير المشهد الدولي ومنها صراع الحضارات الذي أطلق سياسات عنف وممارسات إرهاب عانى منه الجميع. وتساءل هل العلاقة بين الغرب والإسلام هي في صراع مستمر أم نستطيع التغلب عليها وتحويلها لحوار كما حدث في نموذجي تركيا وأسبانيا. وأوضح موسى أن الجامعة العربية تسعى من خلال هذا المؤتمر لطرح إطار لتعاون البناء الذي يعود بالخير على الجميع معولاً على دور هذه الجاليات في تحقيق التواصل بين أوطانها الأصلية ومجتمعاتهم الجديدة. ومن جانبه تحدث الدكتور الجراح العالمي مجدي يعقوب على أن العالم والطب والإنسانية هي العناصر الثلاث التي تعلمها في الحياة وهو محور عمله للبحث عن الحقيقة، مؤكدًا على أهمية العلم في تحقيق نهضة الأمم وتحقيق التقدم لشعوبها، مشيرًا لمثل كوريا الجنوبية وغانا كانا على نفس الدخل للقرار قبل ثلاثين عامًا واليوم وبسبب العام والتقدم العلمي أصبح دخل المواطن في كوريا الجنوبية 150 مرة نظيره في غانا. وأكد أن المغتربين العرب عليهم ديون لأوطانهم الأصلية يجب آداؤها. وقال إن الإنسانية تعاني من ألم شديد في أمراض القلب والشرايين حيث يموت سنويًا عشرين مليون شخص 80% منهم من الدول النامية. ومن جانبه ألقى نبيل الحجار نائب رئيس جامعة ليل الفرنسية كلمة تناول فيها المفاهيم السائدة حول قضية المغتربين وبناء جسور التواصل بين العالم العربي وأبناءه. وعدد الأسباب التي تؤدي إلى الهجرة ومنها التنقل والفقر والحالة الاقتصادية وحالات الخوف من انعدام الحرية، مؤكدًا أن الدراسات أثبتت أن الدول المستقبلة للهجرة في حاجة إليها مؤكدًا أن الجيل الأول من المهاجرين عانى شديدًا في البلدان التي هاجر إليها حيث لم يكن هناك تواصل مع المجتمعات الجديدة والأصلية. كما ألقت مسئولية التنظيم في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في روسيا ديمى الفندي كلمة باسم شباب الجالية العربية بمناسبة السنة الدولية للشباب أكدت فيها أن هذه الجاليات لا تنسى قضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية بما فيها القدس والجولان ..وأكدت أن هذا الجيل يمكن التعويل عليه لإيصال الرسالة العربية إلى المجتمعات الغربية المتواجدة فيها هذه الجاليات. من جانبها أكدت عائشة عبد الهادي وزير القوى العاملة والهجرة المصرية، انها دعت الأمين العام للجامعة العربية في 2008 إلى ضرورة الاهتمام بالمغتربين، ومن ثم تم عقد أول اجتماع لوزراء العمل والمغتربين والهجرة في الوطن العربي في فبراير 2008 وكانت مصر هي الداعية لهذا الاجتماع ورئيسته . وأعلنت وزير القوى العاملة والهجرة المصرية أن مصر سوف تنظم العام القادم مؤتمرًا للمرأة المهاجرة في إطار اهتمام الوزارة بالمغتربين المصريين في الخارج، مشيرة إلى أن مصر لديها 5ر7 مليون مغترب هم جزء عزيز من الوطن. وأكدت عائشة عبد الهادي على أهمية دور الجاليات وضرورة التواصل معهم، مشيرةً إلى أن أجهزة الإعلام المصرية والعربية تتابع أيضا جهود الحكومة المصرية في هذا الشأن، مضيفة نعتمد بشكل كبير على نتائج هذا المؤتمر وسنعمل على وضع هذه التوصيات لتكون برنامج نعتمد عليه خلال الفترة القادمة. وأشارت الوزيرة إلى ان التنسيق الذي يتم يكون من خلال الجاليات، وهناك تواصل مباشر بين الوزارة والجاليات عبر القنصليات المصرية وأيضا عبر الموقع الذي خصصته وزارة القوى العاملة والهجرة، وهذا التواصل ليس تواصل شكلي، ولكن ايضًا تواصل معرفي من خلال حل المشكلات وزيارات دائمة ومستمرة للجاليات المصرية في الخارج، مؤكدة دور المجتمع المدني وأهميته في توعية من يخرجون للعمل في الخارج أو الهجرة لأهمية التواصل . من جانبه أكد وزير المغتربين السوري جوزيف سويد، أن هذا المؤتمر يضع منهجية لكيفية التعاطي مع هذه الثروات الوطنية والقومية الهام، ويتناول المؤتمر محاور هامة منها الاستفادة من الإمكانات الاغترابية العربية في عمليات التنمية في البلدان العربية. وأضاف أن المؤتمر يتناول ربط الأجيال الشابة من الاغتراب العربي مع الوطن الأم إلى جانب مناقشة تعليم اللغة العربية لأبناء المغتربين الشباب باعتبارها الحافظ لهوية وتراث الأمة. وقال إن سوريا تقدمت كذلك بورقة تتضمن مقترحات لخطة عربية قادمة للقيام بعمل عربي مشترك للاستفادة من الاغتراب العربي في عملية التنمية، وتسليط الضوء على القضايا العربية التي تتعرض لعمليات تشويه وتزوير من جانب الإعلام المضاد على الساحة الدولية.