الإنتخابات بداية للعصيان المدني "ما بعد المشاركة أو المقاطعة" هو عنوان الندوة التي نظمتها مساء أمس حركة شباب من أجل العدالة والحرية بمقر حزب الغد بالإسكندرية،وذلك بحضور كل من الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد،والمهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط. بدأت الندوة بالهتاف للناشط السياسي حسن مصطفى والذي يقضي الآن مدة شهر بسجن برج العرب بتهمة الإعتداء على ضابط شرطة،ثم هتفوا له "أنا أسمي حسن مصطفى،ومصر غصب عنكم حرة". وحث ماضي الشباب على ضرورة أن يضعوا نصب أعينهم هدفاً يسعون لتحقيقه ،وحلماً يعملون من أجله ،وهو تحول مصر إلى الأفضل عن طريق نشر الحريات ،وأن يعمل المرشحون لصالح الشعب. وقال ماضي أن الهدف من السياسة هو التغيير ولكن ليس تغيير الحكومة كما دعي إلى ذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما ،وإنما التغيير في مصر يعني تغيير قواعد اللعبة ،عن طريق الإنتقال من حالة شبه الإستبدادية إلى حالة الديمقراطية ،وإنشاء أحزاب حقيقية ،وتداول السلطات. وذكر أن قوى المعارضة أصبحت الآن في جزء منها تابعة للحكومة ،بعد أن ظل أغلب تلك القوى طوال الثلاثون عاماًً الماضية تعمل على التحسين، معتبراً أن المشكلة لا تكمن في النظام وممارساته ،بينما تكمن في المعارضة والتي يجب أن تتفق فيما بينها ،عن طريق ثلاثة محاور أولها يكمن في العمل السياسي الديمقراطي ،وتجميع القوى المعارضة الحقيقية وإنشاء حوار معمق بينهم في إطار واحد ،أما المحور الثاني فهو المسألة الإقتصادية والإجتماعية ، وأخيراً التغيير السلمي. واعتبر ماضي أن ذلك لن يتحقق إلا بإتباع ستة خطوات ،وهي : تقديم مصلحة الوطن على المصالح الذاتية ،توافر المرونة في الأتفاق ،الإعتراف والتخفيف من أمراض النخبة ، عدم المراهنة على أي وعد خارجي في الإصلاح،فمصلحة مصر لا تتطلب التدخل الخارجي، الإعتماد التام على القوة الذاتية للشعب المصري ،والتكامل والتداخل مع القوى المعارضة . ووصف الدكتور أيمن نور الإنتخابات المقبلة بالمسخرة،قائلاً نحن مقبلين على مسخرة حقيقية ،ولسنا مقبلين على انتخابات،فماذا بعد مسخرة 2010؟ وذلك لعدم وجود ملصقات في كامل الإسكندرية سوى لمرشح الحزب الوطني محمد عبد السلام المحجوب عن دائرة الرمل ،واختزال الإسكندرية في شخصه، وهو ما ينم عن ثقافة مختلة ألا وهي ثقافة المرشح الواحد. واستنكر نور عدم تحرك القانون خطوة واحدة للأمام سوى في عام2004/2005 ،وذلك تحت وخذ شديد من الخارج ،بهدف المساومة والضغط على النظام لمزيد من العمالة،معتبراً مشروع التوريث إسرائيلياً أمريكياً خالصاً ،وأن إسرائيل تدافع عن استمرار هذا النظام في صورة استنساخ جمال مبارك . وعن ما بعد الإنتخابات يرى نور أنها ستكون مهزلة ومن وُعد بمقعد أو خمسة مقاعد لن يتحقق ،وعلى المعارضة أن تتنبأ بما سيحدث بعد الإنتخابات ،منادياً بضرورة توحيد صفوف القوى المعارضة لأن الخسارة لن تكون بفقد مقاعد في مجلس الشعب وإنما ستكون الخسارة كبيرة بعد الإنتخابات إن لم تتحد المعارضة. وأعتبر أن مشاركة الإخوان المسلمين في الإنتخابات المقبلة لم تكن سبباً لفشل أو سقوط الجمعية الوطنية للتغيير ،مؤكداً عودتهم مرة أخرى للجمعية ،واستمرار القوى المعارضة يداً واحدة ،وأن الجمعية الوطنية ستظل العنوان الأعظم للتغيير بمصر. ومستنكراً ردود الفعل الغاضبة حول تصريحات الدكتور محمد البرادعي بعدم خوضه الإنتخابات الرئاسية المقبلة ،حيث أنه لم يذكر أنه سيخوضها،بل هو قادم للتغيير فقط،مؤكداً على أن البرادعي لن يرشح نفسه للإنتخابات الرئاسية المقبلة بالرغم في رغبة نور الشخصية في ذلك. ورفض محمد عبد السلام منسق حركة شباب من أجل العدالة والحرية إتهام كل من الإخوان المسلمين أو المستقلين أمثال الإعلامية جميلة إسماعيل بإبرام صفقات مع النظام ،كما أن فكرة المقاطعة أو المشاركة ليست هي ما يعنيه بقدر ما يعنيه تأثير أي منهما على الشعب . واعتبر أحمد نصار المحامي ومرشح انتخابات مجلس الشعب عن دائرة محرم بك أن المشاركة إما أن تكون من أجل الحصول على مقعد بالبرلمان وهو ما أعتبره حلم من أحلام من يضعون يدهم في يدي النظام ،أو أن تكون من أجل خوض حرب ضد النظام ،وذلك يكون بتوعية الناس ضد مرشحي الحزب الوطني ،كما تنقسم المقاطعة إلى مقاطعة إيجابية بنزول الشارع وإظهار فساد الحزب الوطني ،والتوعية بأسباب المقاطعة ،ولذلك رفض وصف المشاركة بالخيانة.