بدأ المسرح المركزي الأكاديمي للجيش الروسي بموسكو موسمه الحادي والثمانين بتقديم عرض مسرحي موسيقي، لم تشهد خشبته مثيلا له في تاريخها من قبل، وذلك عبر إخراج الأوبرا المشهورة "حلاق إشبيلية" من تأليف الملحن الإيطالي جواكينو روسيني. ألّف الملحن الإيطالي الشهير جواكينو روسيني في أوائل القرن التاسع عشر موسيقى أوبرا "حلاق إشبيلية" مستندا إلى مسرحية الكاتب الفرنسي بومارشيه، ومنذ ذلك الحين دخلت هذه الأوبرا في ربيرتوار المسرح العالمي. لقد عرضتها أفضل المسارح الموسيقية الموسكوفية، مثل "غيليكون-أوبرا" ودار الأوبرا الجديدة ومسرح ستانيسلافسكي الموسيقي. والآن ظهرت على خشبة مسرح الجيش الروسي بموسكو، حيث قدم المخرج الروسي أندريه بادولين قراءة جديدة لها، تجمع بين الغناء والتمثيل الدرامي. يشارك في العرض ممثلون شباب من أفراد فرقة المسرح، تأسر مهارتهم العالية في التمثيل أنظار الجمهور. وإن كان يبدو وكأنهم يتقمصون أبطالهم بكل سهولة، إلا أن أداءهم اللامع سبقه عمل دوؤب، تجاوز أمده سنتين. تمتاز المسرحية بصفات "كوميديا ديل أرتي" وذلك بفضل مشاهدها الهزلية والمليئة بالمفارقات والطُرف. ويفتح المخرج أمام الممثلين فضاء واسعا للارتجال في التمثيل، كما يوسّع ساحة العرض من خلال نقل بعض المشاهد من الخشبة إلى القاعة. أوبرا "حلاق إشبيلية" كانت ولا تزال تجذب المرء لكونها قصةَ حب يذلل جميع الصعوبات والعقبات القائمة أمامه. قصة تجسدها فرقة المسرح تجسيدًا رائعًا، لا يترك أحدا دون مبالاة .