كالعادة في كل موسم حصاد أن تتلاعب الأسعار بالمزارعين " الفلاحين " فمنذ بداية هذا الموسم منعت الكثير من المزارعين من زراعة الأرز بحجة قلة المياه و بعد إنقضاء أسبوع أو عشرة أيام و بعد إقناع المزارعين بقلة المياه و أن هذه القلة لم يكن للحكومة دخل فيها بل هي مشكلة عالمية وقللوا عنهم المياه في الترع الفرعية حتى تأكد للجميع أن هذه القضية مشكلة لا دخل للحكومة فيها؛ فتوجه علي الفور المزارعين لزراعة بعض المحاصيل كالذرة الصفراء و البيضاء و كالسمسم و بعض المحاصيل التي لا يعلم المزارع عنها شيئاً و لم يكن يزرعها من قبل و كبرت المحاصيل و قام من يقول من أراد أن يزرع الأرز فليزرع و لكن صرحوا بالزراعة في وقت الفلاح في أمره بين نارين في أن يخسر ثمن التقاوي و الأسمدة و يهدم ما زرعه و يزرع الأرز أو أن يكمل ما زرعه دون أي علم له بالمحاصيل. و أخيراً إنتهي الموسم و جاء وقت الحصاد و ظهرت الصدمة الكبرى للفلاح بحصد الأرز و لم يجد تسويقه و حصدوا السمسم و لم يجد مصدر تسويقه سوي التاجر الصغير الذي إمتلأ بالجشع و الإحتكار بأبخس الأثمان. الشاهد في هذا الموضوع ما صرح به وزير التضامن الإجتماعي الدكتور/ علي المصيلحي أثناء زيارته لمدينته أبو كبير محافظ الشرقية، وتأكيده أن الحكومة جادة في مساعدة الفلاح و النهوض به خلال الفترة القادمة بإستلام محصول الذرة بالأسعار الجديدة الموسم الحالي لحساب هيئة السلع التموينية علي أن يتراوح سعر الأردب إلى 240 إلي 250 جنيهاً بزيادة 70 جنيه لكل أردب عن أسعار الشراء العام الماضي. و عندما سألنا أحد المزارعين و هو محمد محجوب من محافظة الشرقية عن حقيقة سعر أردب من محافظة الشرقية في هذه الأيام قال إننا قمنا ببيع أردب الذرة هذا العام بثمن 160 جنيه لأردب الذرة " الناشف " الذي ليس به رطوبة أو خضره و 150 جنيه لأردب الذرة الأخضر؛ مع العلم بأن التاجر الذي أشتراه مني وزن الأردب 220 كجم و هو في الحقيقة 200 كجم. و أضاف محمد إبراهيم أحد المزارعين أن سعر أردب الذرة يختلف من مكان لمكان أو من قرية لقرية و لكن لم يصل إلي أكثر من 160 جنيه للأردب و لم نسمع عن أي أحد سواء كان تاجر كبير أو صغير أشتراه بأكثر من ذلك. و يقول ثروت خيري. مهندس ذراعي و تاجري محاصيل زراعية سعر أردب الذرة في السوق يتراوح ما بين 150 إلي 160 جنيه حسب السعر المتداول بين التجار و نقوم بتسليمه للتاجر الكبير بسعر 165 إلي 175 جنيه للأردب و لم نسمع أبداً سعر أكثر من هذا. و عندما سألناه أن وزير التضامن فرض سعر الأردب 240 إلي 250جنيه قال ده كله كلام و مفيش حد باع و هيبيع بالثمن ده؛ و إحنا نتمني أن يصل إلي ذلك لأنه في مصلحة الفلاح. هذا هو الواقع و قد تعود الفلاح إلي أكذوبة الدولة التي يسمعها في كل موسم حصاد في أن هناك إرتفاع في الأسعار و عندما يبيع يأتي الأسعار مخبوسة فإلي متى سيظل الفلاح علي هذا الوضع؟؟؟؟....