قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين أن إيران ستوقف برنامجها النووى بواسطة الحوار فى العام المقبل، وأن الرئيس السورى بشار الأسد جاهز لسلام مع إسرائيل . مقابل انسحاب الأخيرة إلى حدود الرابع من يونيو العام 1967 ولم يحدد يدلين ما إذا كانت هناك اتصالات فعلية تجرى مع إيران، إلا تحديده بإمكانية تحقيق تقدم العام المقبل يعنى ان المتحاورين قطعوا بالفعل شوطا ملموساً. وتشير الدلائل الى ان توقيع الاتفاق الأمنى بين الحكومة العراقية الموالية لطهران وبين الولاياتالمتحدة يعبر عن تقدم حقيقى، يتقاسم فيه البلدان المصالح فى العراق بناء على تفاهم ملموس حول ما هو أبعد. ونقلت صحيفة "هاآرتس" عن يدلين ربطه خلال محاضرة حول الوضع الاستراتيجى لإسرائيل فى جامعة تل أبيب بين انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة والأزمة الاقتصادية العالمية وبين تراجع إيران عن تطوير برنامجها النووى من خلال حوار مع إدارة أوباما. وأضاف يدلين أنه بعد سنتين قاسيتين مرتا على الشرق الأوسط، يجد أن هناك أموراً إيجابية عدة حدثت فى العام الأخير خصوصا، بينها مؤشرات أولية لنجاح أمريكى فى الدفع نحو استقرار الوضع فى العراق وتراكم صعوبات أمام منظمات الجهاد العالمى، أى تنظيم القاعدة والتنظيمات الإسلامية المتطرفة، وتحفظ "المعسكر السنى المعتدل" فى العالم العربى من الجهود النووية الإيرانية. ووصف يدلين الفترة الحالية ب"فترة الانتظار" لبدء ولاية الإدارة الأمريكيةالجديدة ومعارك انتخابية ستجرى فى العام المقبل فى كل من إسرائيل وإيران ولبنان، فيما ستنتهى ولاية الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى شهر يناير المقبل. وأشار يدلين إلى أن انتهاء عهد الرئيس الأمريكى الحالى جورج بوش "قوبل بارتياح فى الشرق الأوسط وبأمل حذر بالتغيير" وأنه ليس صدفة أن سورية كانت بين أوائل المهنئين بانتخاب أوباما. وأكد المسئول الإسرائيلى أن التطورات الدولية الأخيرة تتضمن جانبا إيجابيا وهو أن أوباما سيعتبر بنظر العالم على أنه وسيط عادل فيما الأزمة الاقتصادية ستلجم سلوك إيران. من هنا، اعتبر يدلين أن "هذا وقت مناسب لممارسة ضغط على إيران، فهى حساسة للضغوط الدولية وستبذل كل جهد لكى لا يتم دفعها إلى موقع العراق وكوريا الشمالية". وأضاف "أنا لست قلقا من حوار أمريكى مع إيران، فإذا نجح الحوار سيوقف البرنامج النووى وإذا فشل سيتزايد التفهم لضرورة تشديد العقوبات، والحوار لا يعنى المصالحة". وكرر يدلين تقديرات قالها خلال اجتماع سابق للحكومة الإسرائيلية بشأن المفاوضات مع سوريا وقال "أقدر أن الرئيس الأسد جاهز لسلام مع إسرائيل، إذا أعطيناه مطلبه، وهو يريد انسحابا إسرائيليا إلى حدود الرابع من يونيو 1967 ورزمة مساعدات أمريكية تكفل استقرار نظامه". وقال يدلين إن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية تتحدث عن وجود "احتمال ضئيل" للمبادرة إلى شن حرب شاملة ضد إسرائيل فى العام 2009 ، لكن ثمة احتمالاً أكبر لحدوث تدهور ليس ناجما عن خطوات تتم المبادرة إليها وإنما على أثر سلسلة عمليات وردود فعل تؤدى إلى تصعيد "حتى لو لم يكن أى من الأطراف يريد حربا شاملة".