في هذه الأيام المباركة أيام شهر رمضان المبارك يحاول العديد من الناس التقرب إلى الله بالصيام والصلاة وحسن السلوك وهذا شيء جميل ولكنه سيكون أجمل إذا استمر إلى ما بعد رمضان، هذه القيمة الرائعة يجب على المهتمين من وعاظ ودعاة وفقهاء وكتاب أن يسهموا فى مساعدة الناس فيها. هذه الأيام وأنا أقضيها بالمدينةالمنورة، مدينة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- جذب انتباهي مجموعة ملاحظات يهمني أن يعرفها قارئنا الكريم.. الملاحظة الأولى: زيادة العدد الملحوظ لليبيين المتواجدين في الشهر الكريم بالأراضي المقدسة لزيارة الحرم النبوي الشريف والقيام بعمرة رمضان وحضور العشر الأواخر من رمضان بالحرم المكي الشريف، هذا العدد غير المسبوق بالنسبة للخمس سنوات الماضية- ما يميزه هذا العام ليس العدد فقط بل النسبة الكبيرة من الشباب المتواجد في هذه المناسبة الدينية الكريمة، ولقد فرحت كثيرًا للتواجد الشبابي الليبي بهذا العدد الذي نفخر به كثيرًا لأنهم حقيقة لم يأتوا فقط لأداء منسك العمرة بل إنهم رسل ليبيا فى سمو ورقي أخلاقياتهم في التعامل مع المعتمرين وحسن أدائهم للمناسك. غير اننى أنبه لقضيه مهمة الا وهى ان ما يتلقونه من خدمات مقابل ما يدفعونه لا يتناسب ابدا مع ما يدفعه بعض من المعتمرين فى الدول العربيه المجاورة وما يقدم لهم من خدمات ويمكن يرجع ذلك لحداثت تعامل مكاتب السياحة الليبيه مع الشركات والمكاتب المنظمة للعمرة فى السعودية لان ما يدفعه المعتمر فى بعض الدول العربيه اقل مما يدفعه الليبيى ويتلقى خدمات افضل ...هذا الامر يجعلنى اطالب الهيئه العامة للسياحة فى ليبيا بالتدخل واجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنيه بالسعوديه لتنظيم هذا الموضوع ووضع اسس خدمات تقدمها مكاتب العمرة بالاراضى المقدسة للمعتمرين الليبيين من خلال المكاتب السياحيه ولعل اتصال الهيئة ببعض الوزرارت المختصة بالسياحة فى دول الجوار سيفيدها فى كيفيه معالجة هذه المشكلة . الملاحظة الثانية: نعلم جميعًا أن أكثر الحجاج والمعتمرين التزامًا وانضباطًا هم الأسيويون، خاصة مسلمي أندونيسيا وماليزيا، وأنا أعلم بل زرت شخصيًا مؤسسة صندوق الحج فى كوالامبور بماليزيا وأعرف نظامهم البديع في برمجة الحج وتدريب الحجاج قبل سفرهم للحج على كل المناسك في مركز به مجسمات لكافة الأماكن التي سيزورها الحاج، النظام فعلاً بديع وتجد حقائبهم بلون واحد ولباسهم موحد وعلاماتهم التعريفية وكل شيء بديع، والجهات المشرفة عليهم تنظم لهم أحسن وأفضل سبل وسائل المواصلات والإقامة النظيفة المنظمة في مستوى تنظيمهم، وترى المطوّفين السعوديين مرغمين على أن يتعاملوا معهم بنفس الروح النظامية، ولكن الأمر ليس هذا فقط لأنه يمكن أن يكون التنيم من الأدوار التي تقوم بها جهات الإشراف وتلزم الجميع بها، ولكني لمست رقي الأسلوب وروعة السلوك في التعامل مع الغير وآداب جلوسهم ومرورهم بالمسجد الحرام في منتهى الأخلاق والتواضع واحترام الغير مما يجعلنى أقول إن الموضوع ليس تنظيم دولة فقط بل إن تنشئتهم الاجتماعية الأخلاقية من الأسرة إلى مؤسسات التعليم ومرافق المجتمعى المختلفة هي التى فرضت نفسها وجعلت الدولة تقيم لمواطنها الراقي اهتمامًا وتنظم له رحلات منظمة راقية. الملاحظة الثالثة والأخيرة: ما تقوم به الإدارات المعنية المشرفة على خدمات الحرمين الشريفين سواء في المدينةالمنورة أو في مكةالمكرمة حقيقةً أن إدارة هذه المرافق في رمضان بالذات شيء يستحق عليه المشرفون والمسئولين والمتعهدون والعمال كل التقدير والاحترام، وتصور معي أن مليونًا أو أكثر يفطرون عند آذان المغرب بالتمور والزبادي والمياه وغير ذلك، وقبل إقامة الصلاة يكون كل شيء منقولا من أمام المصليين وقبل صلاة العشاء تنظف كل الأماكن تنظيفًا دقيقًا ويبدأ تنظيم ترامس المياه الباردة لمصلى التراويح التى تصل إلى 23 ركعة بما فيها الشفع والوتر، وفي العشر الأواخر يضاف إليه صلاة التهجد بعد التراويح وقبيل الفجر. إن ما يقوم به هؤلاء المسئولون يستحق الشكر والتقدير الذى أوصله بهذه المناسبة إلى أهالي المدينةالمنورة الكرام الذين يستضيفون إفطار كافة المسلمين عند آذان المغرب، فيجهزون الموائد ويرحبون بك وأنت داخل المسجد بل يتسابق كل منهم ليأخذك لمائدته بكل الود والمحبة وكرم الضيافة، وليس بغريب على هؤلاء أحفاد الأنصار الذين استضافوا الحبيب صلى الله عليه وسلم.. وختاما فلنحاول أن تكون سلوكياتنا في رمضان هي سلوكياتنا في طوال العام.. وكل العام وأنتم بخير. www.dribrahimguider.com [email protected]