أكدت جامعة الدول العربية قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات المباشرة، أن إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان، يمثل وقفة حقيقية وواضحة لإفشال المفاوضات في مهدها، مشيرةً إلى أن الرؤية الإسرائيلية لمرجعيات عملية السلام ومتطلبات نجاح هذه المفاوضات لا تدعوا للتفاؤل، لأنها لا تريد السلام. ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في واشنطن غدًا "الخميس" بعد انقطاع دام 20 شهرًا، بناءً على بيان اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط الذي أطلق يوم 21 أغسطس الماضي، والهدف من هذه المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق خلال عام. وقال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، في تصريحات للصحفيين بمقر الجامعة العربية، أنه من الصعب أن يكون لدينا آمال حقيقية في تحقيق السلام في ضوء المواقف التي تبنتها وتتبناها الحكومة الإسرائيلية خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، وبالتالي المطلوب من إسرائيل أن تكون لديها رغبة حقيقية وجادة في تحقيق السلام. ولفت إلى أن المواقف الإسرائيلية تؤكد أنها غير جادة، بدءًا من الرؤية الإسرائيلية للدخول في المفاوضات المباشرة طبقًا للدعوة الأميركية وليس في إطار بيان الرباعية بما يطرحه من محددات لعملية السلام، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تشارك في المفاوضات في إطار أنها جاءت بدعوة أميركية وبدون شروط. واعتبر أن إصرار إسرائيل على استمرار الاستيطان، يمثل وقفة حقيقية وواضحة لإفشال المفاوضات في مهدها. كما أن الرؤية الإسرائيلية لمرجعيات عملية السلام ومتطلبات نجاح هذه المفاوضات لا تدعوا للتفاؤل. وأوضح أنه لا يوجد مجال للشلك في أنه لا توجد رغبة إسرائيلية حقيقية للسلام، ولكن هناك هناك مراوغة إسرائيلية للدخول في مسار تفاوضي وليس مسار تسوية. وشدد أنه على الرغم من ذلك علينا أن نبذل الجهود للدفع في اتجاه تحقيق السلام، وكما يقول المثل المصري '"المية تكذب الغطاس"، حيث سيكون المعيار واضح، وسيتضح في الأيام المقبلة ما إذا كانت إسرائيل ستمدد الوقف الجزئي غير الكافي للنشاط الاستيطاني ووقف الاستيطان في القدس، أم لا. وأكد أنه إذا لم تستجب إسرائيل لهذه المتطلبات سنبعث رسالة في حينه، معربًا عن أمله أن تصل للمجتمع، ومفادها "أن إسرائيل تريد الدخول في المفاوضات ولكن لا تريد تحقيق السلام".