سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسماعيل هنية ل"مصر الجديدة" من غزة: أطالب العرب بالتحرك وعدم الاكتفاء بالتعاطف والمظاهرات.. الاحتلال لا يريدنا نصلي أو نصوم في رمضان لذلك يقطع الكهرباء 16 ساعة في اليوم.. المساعدات لم تكسر الحصار والمطلوب هو إعادة الأعمار
إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية "المقالة" القدس في خطر وأطالب بالتحرك الفوري لحماية مقدساتها من التهويد أخشى أن تلتف تحقيقات المحكمة الدولية في اعتداء قافلة الحرية على مطالب العالم الحر بضرورة إدانة العدو الاحتلال قود العملية السياسية والدخول في المفاوضات المباشرة لن يكون ذا مغزى لنا وللشعب الفلسطيني يعيش إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية "المقالة"، في غزة حالة من الابتهاج وربما شعور المنتصر، حيث تكاد كل وفود العالم ومساعداتها ذا وجهة مبرمجة واحدة وهي الذهاب إلى القطاع الفلسطيني على الحدود مع مصر. لكن رغم ذلك يستشعر هنية أن كسر هذا الحصار بتلك الطريقة لا زال شكليًا وأن إسرئيل تحاول خداع العالم به، وشدد في حواره مع "مصر الجديدة" على هامش زيارة وفد تسيير قوافل البرلمان العربي لكسر الحصار عن غزة، على أن أزمة غزة لا تقارن بمثيلتها في القدس، مطالبًا العالم الإسلامي والعربي بل وأحرار العالم بدعم مماثل إن لم يكن أكبر من دعم غزة نصرة للقدس.. تكلم هنية في حديقته الصغيرة بمنزله الذي يقع في مخيم الشاطئ أحد المخيمات الثمانية للاجئين الفلسطينيين الذين يقيموا في قطاع غزة عن انقطاع الكهرباء لوقت يصل إلى 16 ساعة يوميًا ونحن في شهر رمضان المبارك، حيث تأتي الكهرباء من عند المحتل، مطالبًا الدول العربية بمد شبكة كهرباء إلى القطاع لأنهم أولى من العدو الجاسم على صدر ورأس البلاد والعباد. واستبعد رئيس وزراء حركة حماس، قيام إسرائيل بعدوان جديد على غزة، كما حذر من التفاف المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها بشأن الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية على حقوق دماء الشهداء الأبرار ليخرج الاحتلال بلا عقاب..فيما اعترف بأن المصالحة الوطنية تعاني أزمة حقيقية، في حين رأى أن الدخول في المفاوضات مع الاحتلال بعد تجربة فاشلة من المفاوضات دامت ل18 سنة، غير ذا مغزى لحركته أو للشعب الفلسطيني، وفيما نص الحوار: *كيف تنظرون للزيارات المتتالية للوفود العربية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة؟ ** في الواقع نحن اكثر ثقة بالمستقبل وبالنصر وبالتحرير والعودة والاستقلال، وصرنا اكثر يقين بأن الشعب الفلسطيني بشكل عام وغزة بشكل خاص ليست وحدها في مواجهة أعاصير الاحتلال والعدوان والحصار المستمر، وليست وحدها وهي تواجه هذه التحديات الكبيرة التي تنوؤ عن حملها الجبال الرواسي، لذلك نستشعر قيمة وعظمة هذه الزيارة ودلالتها. *هل تعتقدون أن المساعدات التي تصل إليكم أدت بشكل أو بآخر في كسر الحصار؟ ** لاشك أنها ساعدت في تحفيف الحصار لكن ليس رفعه. المطلوب شئ كبير وهو إعادة الإعمار وإعادة تشييد المصانع وإنهاء أزمة الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى حرية الحركة للناس في قطاع غزة، على الرغم من أن الوفود والمساعدات التي تصل لها أثر إيجابي. ولازلنا ندعو أن تستمر القوافل البرية والبحرية لتصل إلى غزة، لأن هذا يبقي الإحتلال الإسرائيلي تحت وطأة الجريمة ويبقي الحصار حاضرًا في الأجندة السياسية الإعلامية ولدى صناع القرار. *ما الذي تطلبونه لرفع الحصار بشكل كامل عن القطاع؟ **ندعو إلى استثمار حالة الغضب الشعبي العربي والإسلامي والعالمي لاستمرار هذا الحصار ولاستمرار هذا العدوان من الاحتلال على شعبنا. ليتنا كعرب وكمسؤولين ورسميين وبرلمانيين ان نستثمر حالة التعاطف ونحولها الى خطة ورؤية وبرنامج وعمل وأدوات تنهي هذا الحصار وألا نبقي حالة التعاطف فقط محصورة في اطار التعبير عن حالة الغضب ثم تنتهي، خاصة وان الاحتلال تعود على ذلك انه يرتكب الجريمة ثم يريد للناس ان تتعايش معها، ومع الحصار المتواجد منذ 4 سنوات. ونطالب بضرورة ملاحقة قادة الاحتلال وتقديمهم الى المحاكم الدولية لما ارتكبوه من جريمة نكراء في غزةوالقدس وقافلة الحرية ضد المتضامنين وغيرها، وإذا لم نفلح هذه المرة فالنبقهم تحت وطأة الملاحقة القانونية، حتى يعيدوا النظر في قضية رفع الحصار المفروض وتقرير جولدستون لا زال على الطاولة ونحن نعتقد انه يجب إلا يجري تغييب هذا التقرير عن التداول الدولي والتداول القانوني والحقوقي، وهذه مهمتنا كعرب وكبرلمانيين ايضًا، جلب قادة الاحتلال ورفع قضايا عليهم في الوطن العربي أو خارجه. لا شك أن ذلك يشكل ضغطًا كبيرًا على صناع القرار في الاحتلال الإسرائيلي، وسوف يجعلهم يعيدوا التفكير في قضية فك الحصار على غزة. أيَضًا لابد من تطوير مسألة الأمور التي تدخل إلى غزة. إن ما يصل الى غزة من المواد الغذائية والأدوية والأجهزة الطبية أمر جيد ومقدر وبحاجة لها الموادالغذائية والطبية والاجهزة الطبية هذه غزة تحتاجها، لكن كيف نستطيع ان نطور من هذا الأمر؟ نحن نريد مواد بناء لكي نعيد بناء ما دمره الاحتلال، كما أننا نعيش أزمة كهرباء حقيقية، فغزة تحتاج الى 300 ميجا شهري، لكن فقط الذي يتوفر الينا 150 ميجا فقط، كما أن الكهرباء تنقطع 8 ساعات وفي احيانًا تنقطع 16 ساعة عن كل مناطق سكان غزة. نحن في شهر رمضان ويحتاج الناس في ليلهم ونهارهم للطاقة الكهربائية والوقود، فالمساجد والبيوت والدور تعيش أزمة حقيقية، نستهلك فقط نصف الكمية المطلوبة الى قطاع غزة، كيف يمكن أن نضع هذا الملف على الطاولة وكيف يمكن ان نعالج ازمة الكهرباء سواء كان بتوفير دعم مالي من شراء الوقود الصناعي بالكمية المطلوبة لاسيما وأن الإتحاد الأوروبي لم يلتزم بتعهدات المخصصات المالية أو مد شبكة كهربائية من قبل اشقائنا واخوانا وجيراننا الذين عشمنا فيهم كبير بمساحة هذا الوطن الكبير، وهم على مستوى الأمل الذي نعقده عليهم. * كيف يمكن أن نعالج هذا الموضوع ماليًا وكيف يمكن أن نمد الشبكات الكهربائية وكيف نغطي الكمية المطلوبة؟ **احد الآثار الصعبة جدًا لقضية الحصار على قطاع غزة مشكلة المياه في غزة من حيث الملوحة ومن حيث الندرة. والآن مناطق واسعة من قطاع غزة لا يوجد فيها مياه والناس تمكث بالأسابيع والأيام والأسبوع وبالعشرة أيام وهي تعاني وتحمل قرب المياه على اكتافها من اجل توفير المياه. *تتحدثون كثيرًا عن دعم غزة ماذا عن نصرة القدس؟ **القدس تمر في أخطر وأصعب المراحل وأقصى الظروف. صحيح في غزة نعاني من الحصار والعدوان والاحتلال، ولكن هذه المعاناة بالنسبة لنا نسبية إذا ما قورنت بما تتعرض لها القدس وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي كافة أماكن وجوده بحرمانه من العودة الى ارضه ودياره التي هجر منها. لذا نطالب أبناء الأمة العربية والإسلامية بضرورة التحرك الفوري لحماية القدس من سياسات التهويد، حفاظًا على هويته. وليتنا نعمل الى جانب عملنا لرفع الحصار عن غزة بأن نضع ايضًا نصرة القدس على جدول اعمال البرلمان العربي والفعاليات العربية والنشاط السياسي والإعلامي والجماهيري والإنساني والمادي ايضًا للقدس. *كيف ترى اتهامات باراك ونتنياهو لتركيا بتحميلها مسؤولية الاعتداء على قافلة الحرية، وشروع محكمة الجنائية الدولية التحقيق الاعتداء الإسرائيلي؟ ** الحقيقة أن الصهاينة ارتكبوا جريمة في وضح النهار وأمام العالم، وهي جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ولذلك لجنة التحقيق الدولية يجب أن تصل إلى النتائج الواضحة والمحددة بإدانة قادة الإحتلال وبإدانة هذه الجريمة لأنها جريمة حرب، لأنه تم قتل هؤلاء في المياه الدولية وهم على سفينة تركية وهم مدنيين عزل وكانوا يريدون إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. لذلك نحن ندعو لتحقيق جدي وإلى نتائج واضحة ومحددة بشأن هذه الجريمة وألا يكون الغرض منها الإلتفاف على دماء هؤلاء الشهداء وعلى مطالب العالم الحر بضرورة إدانة هذه الجريمة النكراء. *هل تعتقدون ان المصالحة الفلسطينية باتت قريبة؟ **والله نأمل ذلك..لكن المصالحة تتعرض إلى صعوبات الآن نأمل كشعب فلسطيني أن نتجاوزها، إلا أن هذه الأمور حتى هذه اللحظة ليست واضحة. *ما رأيكم بالنسبة لشروع السلطة الوطنية الفلسطينية بالبدء في المفاوضات المباشرة ؟ **في تقديرنا أن مشكلة المفاوضات ليست في اسمها مباشرة أوغير مباشرة فكانت هناك 18 سنة مفاوضات، لكن لم توجد هناك نتائج لهذه المفاوضات. باعتقادنا أن الإحتلال الإسرائيلي قود أسس العملية السياسية من الأساس لأنه لا يعترف بدولة فلسطينية على حدود 67 ، ولا يعترف لنا بالقدس ولا عودة اللاجئين، كما يريد أن يعزل منطقة الأغوار أمنيًا؛ لذلك هناك إشكالية في الرؤية الصهيونية تجاه العملية السياسية التي بحوزتهم، وأي دخول مجددًا على تجربة المفاوضات لن يكون ذا مغزى لنا كشعب فلسطيني. *هل تتوقعون ان تكون هناك عدوان اسرائيلي على قطاع غزة ؟ **لا نتوقع الآن عدوان على غزة، كما نستبعد الحرب في المنطقة في المدى المنظور، ولو أن الاحتلال يبقى غير مأمون. *سميت أحد أحفادك على اسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما دلالة ذلك عندكم؟ **الحقيقة هذا من باب الوفاء لتركيا ورئيس وزرائها وللقيادة التركية الذين وقفوا موقفًا مشرفًا بالنسبة للحصار والحرب على غزة . هي أيضًا رسالة وفاء إلى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في قافلة الحرية وللمصابين من أبناء الشعب التركي الشقيق وكذلك للشعب التركي الذي خرج بالملايين إلى العاصمة والمدن التركية من اجل نصرة غزةوالقدس. هذا محل تقدير ووفاء وهي تأكيد على الروابط التي تربطنا كأبناء أمة عربية واسلامية نحمل اسمائنا بعضنا البعض ونعتز بهذه الرموز وهذه القيادات، وهذا شكل من اشكال الرابطة الإيمانية والإسلامية والوفاء الذي نكنه في كل قلوبنا للأخ رئيس الوزراء التركي وللشعب التركي الشقيق.