كشفت جامعة الدول العربية عن وجود اتصالات بينها والرباعية الدولية للتعرف على الأساسيات التي ستضعها في بيانها الختامي بالاجتماع المرتقب لها للانطلاق نحو المفاوضات المباشرة. وقال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، في تصريحات للصحفيين اليوم "الأحد"، بمقر الجامعة العربية، أن هناك اتصالات مع الرباعية الدولية، وأن المطالب الفلسطينية والعربية في هذا الإطار محددة وواضحة، وهي المرتبطة بالمرجعيات الخاصة بعمليات السلام، والتعامل مع النشاط الاستيطاني الاسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة وقفه. وقال سنرى كيف ستتعامل المجموعة الرباعية من خلال الاتصالات المكثفة الجارية حاليًا لبحث ما يمكن القيام به في هذا الشأن، ومن ثم فإن الكرة الآن مازالت في ملعب الولاياتالمتحدة الأميركية والأطراف الدولية الفاعلة لتقوم بالرد على المشاغل والمتطلبات العربية والفلسطينية فيما يتعلق بالتحرك نحو المفاوضات المباشرة. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان موعد الانطلاق نحو المفاوضات المباشرة مرهون بالاجتماع المرتقب للجنة الرباعية الدولية قال يوسف : إن هذا الأمر مرهون باتفاق الرباعية الدولية سواء اجتمعت أو قام أطرافها بذلك الاتفاق بأي وسائل أخرى، فالأمر متروك لها، لكن كما ذكرت السيدة كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن هناك اتصالات مكثفة تجري الآن بين أطراف الرباعية للتوصل إلى تحديد موقف يساعد في احراز التقدم المطلوب، وبالتالي نحن ننتظر نتائج. وحول ما إذا كان التوجه الجديد نحو وضع محددات للانتقال للمفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سيكون وفقا لما ستسفر عنه اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية وبيانها النهائي كبديل أو مرجعية أخرى لما اشترطته لجنة مبادرة السلام العربية في رسالتها التي وجهتها مؤخرا لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قال يوسف: أن الرسالة العربية التي وجهت من الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية إلى الرئيس أوباما لم تكن مرجعية، وإنما تحدد بالأساس الموقف العربي، وتوضح متطلبات الجانب العربي، والجانب الفلسطيني للانتقال من مفاوضات غير مباشرة إلى مفاوضات مباشرة، مضيفًا أن الجانب الفلسطيني قد تقدم بثلاثة بدائل الى الولاياتالمتحدة الأميركية فيما يتعلق بكيفية تحقيق هذا الهدف، ويبدو أن الاتجاه يسير نحو العمل على التوصل إلى صيغة تقدم من الرباعية الدولية توضح بعض الأمور ونأمل أن يؤدي هذا الموقف من الرباعية الدولية إلى احداث تقدم في الجهود الحالية. وحول الجهود المبذولة لدعم قطاع غزة ومدى مواصلتها خاصة في ضوء الزيارة الأخيرة لوفد البرلمان العربي لقطاع غزة قال السفير يوسف : ان هناك جهودًا فعلية ومستمرة لتقديم هذه المساعدات، وأن الاجتماعات الخاصة بقافلة البرلمان العربي إلى غزة عقدت اجتماعاتها التنسيقية بالجامعة العربية قبيل توجهها إلى القطاع، وأيضا توجهت قافلة مساعدات طبية أخرى من قبل الجامعة العربية إلى القطاع بها حوالي 16 جهازا لغسيل الكلى، وكمية كبيرة من الأدوية تم ارسالها للقطاع ووزعت على المستشفيات التي كانت طلبتها، ويأتي هذا كنتيجة من نتائج الزيارة التي قام بها السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إلى قطاع غزة وتعرفه على احتياجات القطاع من المساعدات والمتطلبات اللازمة للقطاع الصحي، وتم هذا بالفعل وهناك المزيد من المساعدات التي نعمل على توفيرها في المرحلة المقبلة لأهل غزة، وهذه خطوة مهمة بلاشك سواء التي قامت بها الجامعة أو البرلمان العربي للمساهمة في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة وخاصة المساعدات الصحية. كما أكدت جامعة الدول العربية أهمية مؤتمر الدوحة الدولي حول القدس والذي كانت قد قررته قمة سرت الليبية في دورتها الثانية والعشرين التي عقدت في شهر مارس الماضي من أجل التصدي للانتهاكات الاسرائيلية المتصاعدة في المدينة المقدسة والرامية لتهويد المقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال السفير هشام يوسف، إن هناك اجتماعات مرتقبة للجان المختصة بالإعداد لهذا المؤتمر المهم، مضيفًا أن ما نقوم به في المرحلة الحالية هو بحث الموعد الأفضل لعقد هذا المؤتمر، وحجم ونوعية المشاركة الدولية فيه، والجهات التي سيتم دعوتها، والمحاور التي سيرتكز عليها المؤتمر، والأوراق المطلوب اعدادها، ومن الذي سيضطلع بإعداد هذه الأوراق وكيفية تحقيق الأهداف المرجوة منه. ولفت السفير يوسف إلى أن هناك عملا دؤوبًا وجهدًا يبذل لتحديد تفاصيل الإعداد لهذا المؤتمر تمهيدًا لعرضها على اللجنة التحضيرية لإثراء هذا الموضوع وبحث الخطوات القادمة للإعداد للمؤتمر، مؤكدًا أن موضوع القدس رئيسي وأساسي فيما يتعلق بالتطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، خاصة وأن الأوضاع في القدس تتراجع يوما بعد يوم . وقال يوسف أن هذا المؤتمر سيكون له دور أساسي في التعامل مع الأوضاع المؤسفة التي تشهدها مدينة القدسالمحتلة، سواء فيما يتعلق باستمرار الإستيطان الإسرائيلي أو هدم المنازل أو طرد المقدسيين أو عدم السماح لهم بالتوجه إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة، والاستمرار في إغلاق المؤسسات الفلسطينية المختلفة وغيرها. وأضاف أن كل هذه الممارسات تحتاج إلى وقفة من جانب المجتمع الدولي لإنهاء ووقف هذه الممارسات وبالتالي فإن الإعداد لمؤتمر الدوحة الدولي حول القدس مستمر وستكون هناك اجتماعات خلال الفترة المقبلة لمتابعة الإعداد لهذا المؤتمر كما أن الدوحة تبذل جهودًا كبيرة في هذا الإطار، ومن المنتظر أن يعقد في بداية العام المقبل.