هاله فتحى من عجائب بعض المصريين أن يناموا عن كل ما هو هدام لمستقبلهم وأن تكون صحوتهم ضد رجل حاول أن يصلح فى المنظومة التعليمية وأن ينهض بصغارها وأن يلقن شبابها درس كان ولابد أن يتعلموه من الصغر، ألا وهو النزاهة والترفع عن معنى كلمة "غش"، معناها الكبير فقامت الدنيا ولم تقعد ضد وزير التربية والتعليم، والذى جاء بأجندة عمل لتحد من الفوضى داخل الوزارة وخارجها فى مدارسها من أقصاها إلى أدناها. فما الجريرة التي ارتكبها "بدر"؟ لقد قام بتأمين امتحانات الثانوية وقام بنقلها عن طريق الطائرات فمنع بذلك كبار القوم من شراء الأسئلة لأولادهم الذين يتسلقون كليات القمة دون أدنى حق لهم فيها ليتخرجوا منها ويشكلون "كريمة المجتمع"، حارب الفساد داخل الإدارات التعليمية والمديريات والتي كانت رائحته تزكم الأنوف .. ماذا فعل الرجل؟ لقد أراد أن يعيد كرامة المعلم وقدسيته ليرهبه طلابه رهبة احترام، قام بزيارات مفاجئة للمدارس أذهلت الجميع فى ما كشفته من سلبيات. هل كل هذا ما جناه الرجل إن كان محاربيه ومن يقومون بالهتاف ضده وبسقوطه لديهم ذرة ضمير ووعى وطنى وحس قومى؟ فليتركوا الرجل يعمل لإزارة كل ما هو سئ وهدام، دعوه يستثمر الثروة القومية للوزارة ألا وهى العقول.. دعوه يرشد إستهلاك أموال الوزارة .. دعوه وشأنه حتى يستطيع أن يحرث الأرض التى أصابها البوار فى العقول والضمائر.. وأخيرا أعانك الله يا "بدر" على تلك التركة الثقيلة.