استمع للقطيفة الرابعة - صباح الخير أيها الفيس بوك!! يحث الخطى تجاه مكتبه فى الطابق الرابع فى الشركة، يختم بصورة سريعة على لوحة الختم الإلكترونية، يدخل باب غرفة مكتبه حيث يشاركه زملاء وزميلات العمل، يسلم عليهم بكلمات متمتمة... بينما يضغط على زر حاسوبه متلهفاً.. الى تلك اللّحظات الفيسبوكيّة.. يتطلع نحو الشاشة الزرقاء، يكتب اسم المستخدم والكلمة السرية بتمرس واضح، يركض بعينية نحو الصفحة الرئيسية... يقرأ ما كتب أصدقاؤه من عبارات صباحية على جدارياتهم، "فلان يُصبّح على كل الاصدقاء فى الفيس بوك، فلانة تتمنى للجميع يوما سعيدا، علتان يذكر انه اليوم ذاهب الى حفلة ابن ابن عمه وقد نجح بالتوجيهي"... وكثير من العبارات والتعليقات من هنا وهناك... هذا غير الصور والروابط الإلكترونية المختلفة، من اخبار، مقالات ، العاب، صور، واغنيات من كل الاشكال والألوان.. وبحسب امزجة الاصدقاء هذا اليوم على قائمته الفيسبوكية... يبدأ بالتعليق، يسلم اولا على زملائه فى العمل الجالسين قربه فى الغرفة ولكن على صفحاتهم الشخصية على الفيس بوك، ثم يصبح على بعض الاصدقاء الذين صار يلتقيهم يوميا، ويعيشون معه يومه الوظيفى ولكن عبر الفيس بوك... يكون قد نسى أن يشرب قهوته الصباحية، لكنه يتذكرها حينما يدخل المدير العام فجأة عليهم فى الغرفة، فيتظاهر الجميع بالعمل والانغماس فى الحواسيب... يعود الى صفحته بمجرد خروج المدير، يكمل ما بدأه من احاديث صباحية وزيارة لبعض حوائط الأصدقاء والصديقات، ويضع تعليقاً تحت صورة أحداهن مبديا إعجابه بها، ثم يضع تعليقا ساخرا تحت صورة صديق له بدت مضحكة .. ويواصل نهاره فيما بعد، متنقلا ما بين إنجاز ما عليه من عمل وبين موقعه الإلكترونى الاجتماعى التواصلى الجديد، والذى صار يكن له امتنانا واضحاً للتسلية الكبيرة التى بدأت تصبره على طول نهار العمل... فى نهاية يومه، يدخل للمرة الأخيرة على الموقع، يودّع الأصدقاء والصديقات الفيسبوكيين... ويتوجه الى بيته متعبا متوجع الظهر.. يسلم على اهله ببرود منهك، يتضايق من تعليقاتهم حول عمله وتأخره... يأكل طعامه البارد بدون استمتاع... ويسير نحو سريره راميا بالجسد المنهك... بانتظار يوم فيسبوكيّى جديد...