واضح أننا نحمل ثروة فى أجسادنا تحت الجلد ربما نحتاجها فى أى وقت ونستطيع بسهولة أن نتصرف فيها ونسيّلها إلى نقود، نفك بها أزمة أو نزوج واحدا من العيال ، أو حتى نشترى بها طعامنا ، فالأيام القادمة سوف تدفع البعض منا إلى 3 طرق سوف يلجأ إليها هؤلاء البعض ليستطيعوا البقاء على قيد الحياة ، إما يتسولوا أو يسرقوا أو يبيعوا أعضاء جسده. أقول هذا بعد أن أخلت النيابة سبيل أفراد العصابة الأردنية الذين جاءوا إلى مصر للإتجار فى الأعضاء البشرية، أعضاء أهلها أوتسهيل عملية الإتجار للوافدين الأردنيين ، ولم تصل جهات التحقيق مع أفراد العصابة إلى شىء وكل ما استطاعت الجهات الرسمية أن تفعله معهم أن وضعتهم على قوائم الممنوعين من دخول البلاد، فهل سوف يمنع هذا القرار دخول غيرهم لممارسة نفس النشاط ؟ الزميلة الشروق استطاعت أن تتحدث مع زعيم العصابة (كما أطلقت عليه) أو أطلقنا عليه نحن المصريين من باب الانتقام لأعضائنا المنتهكة والمسلوبة، وعكس حديث زعيم العصابة إلى الشروق حجم المأساة التى نعيشها الذى حيث استهل كلامه بحقيقة أقرتها جهات التحقيق حين أخلت سبيله هو وزملائه وهى أن (شغله) فى الإتجار بالأعضاء البشرية فى مصر (نظيف) بمعنى أنه مستوفى الأوراق الرسمية ويتم برضاء العملاء ساء منهم البائع أوالمشترى ، ووفق اللائحة التى وضعتها نقابة الأطباء، وحقائق أخرى لا يعرفها كثيرون على وجه الدقة ألقاها الأردنى فى وجوهنا كاشفا فيها عن حال البورصة المصرية لتجارة الأعضاء البشرية، هذه البورصة التى يتوجه إليها المرضى الأثرياء من العرب للحصول على الأعضاء المطلوبة ، وفى هذه البورصة أسعار الكلى بالتحديد أعلى من مثيلاتها فى الأردن! وقال أيضا (زعيم العصابة) إن البورصة المصرية لنقل الأعضاء تتساوى تقريبا فى رواجها مع مثيلاتها الإسرائيلية، لكن خشية الزوار العرب من وضع خاتم التأشيرة الإسرائيلية على أوراق سفرهم يمنعهم من التوجه لإسرائيل لذلك يتخذون من مصر قبلتهم ! قال أيضا زعيم العصابة إنه استعان بأحد المحامين فى بداية حضوره إلى مصر، وبالطبع فعل ذلك لإسباغ الصفة القانونية على نشاطه وحتى لا يرتكب خطأ يضعه تحت طائلة القانون، لكنه يبدو أنه عرف الإجراءات فتخلى عن المستشار القانونى له وأدار نشاطه بنفسه. وحول سؤال عن البلاد المستهدفة لإجراء عمليات الأعضاء أجاب زعيم العصابة: مصر فهى دولة بلا قانون وكلمة التبرع هى كلمة المرور لأى عملية نقل أعضاء.. فمن هو الرجل الغبى الذى يتبرع بكليته لأحد ليس من مواطنه أو بلده؟. وهذه الاعترافات لزعيم عصابة نقل الأعضاء ليست مفاجأة من العيار الثقيل كما وصفتها جريدة الشروق ولا هى فى رأيّى صادمة لأننا نعرفها على وجه الإجمال وإن غابت التفاصيل - كما أسلفت - ولى قريبة جاءت تزورنا من فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية ، مرعوبة مما سمعته قبل قدومها إلى مصر، خائفة أن تسير فى الشوارع ليلا، خائفة أن تركب تاكسى بمفردها خائفة من شىء محدد هو أن يفعل فيها أحد شيئا ما ليأخذ أعضائها ! وعلى الرغم من أننى حاولت بقدر المستطاع أن أجعلها تمحى هذه الأفكار من رأسها وأجعلها تتعامل معها على أنها شائعات إلا أن الخوف لا يريد أن يغادر عقلها ، فهذه هى سمعتنا الآن التى شوهتها أفعالنا التى اضطر لها الناس نتيجة العوز والحاجة والفقر.