عادت قافلة لفك الحصار عن غزة إلى القاهرة مساء اليوم بعد أن رفضت السلطات المصرية تحت دعوى عدم موافقة اسرائيل بحسب مصدر امنى مسئول عن التنسيق السماح لها بالمرور داخل قطاع غزة فى اليوم الثانى من وصولها الى معبر رفح الحدودى . كانت اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة ، وكلنا مقاومة، وحركة كفاية، وحزب العمل، وجماعة الأخوان المسلميين، وعدد اخر من التيارات السياسية، قد نظموا قافلة أغاثة لتقديمها الى أهالى غزة ومحاولة كسر الحصار المفروض من الجانب المصرى والأسرائيلى على القطاع بحسب المشاركين . وعلى غير المتوقع أستطاعت القافلة التى أنطلقت صباح الجمعة من أمام نقابة المحاميين المصريه، الوصول الى معبر رفح الحدودى دون اى مشكلة او توقيف من قبل السلطات المصرية وهو ما تخوف منه المشاركين فى البداية، الا انهم سريعا ما أكتشفو أن الهدف وراء السماح لهم بحسب قولهم يرجع لمحاولة النظام المصرى تجميل وجهه امام العالم خاصة فى ظل الحصار المفروض على القطاع من قبل السلطات المصرية بأغلاق المعبر . وفى سياق متصل أصيب المشاركيين فى القافلة بصدمة شديده فى البداية عند الوصول بعد دخول وفد منهم يرأسه الدكتور عبد الجليل مصطفى أحد المنسقين للقافلة، للتفاوض حول دخول القافلة الى القطاع الا ان الصدمة كانت فى المواجهه حيث أكد عبد الجليل ان الجانب المصرى لا يرفض الدخول وان حركة حماس هى التى رفضت على لسان غازى حمد مسئول المعابر فى الجانب الفلسطينى وأحد قيادات الحركة . فى البداية اتهم المشاركون فى القافلة وخاصة من جانب تيار اليمين المتمثل فى جماعة الاخوان المسلميين وحزب العمل المعروف مساندتهم لحركة حماس، الدكتور عبد الجليل مصطفى بالكذب الا ان سريعا ما اتضحت الصورة بعد اجراء عدة مكالمات من المنظمين للقافلة بغازى حمد الذى أكد ان الحركة لا تستطيع استقبال وفد القافلة بسبب انشغالها بالترتيب لزيارة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو ما اصاب الجميع بالصدمة وبدء البعض يتهم حماس بأنها غيرت خريطة تعاملتها واصبحت تتعامل مع الحكومة المصرية بود لكسب رضائها من اجل فتح المعابر بشكل دائم، واخرين اتهموا السلطات المصرية بالضغط على حماس لرفض استقبال الوفد، فى محاولة لتبرير رفض غازى . وعلى جانب اخر وامام الموقف الحرج الذى وضع فيه حمد نفسه، عاد واكد انه على استعداد لاستقبال 40 مشارك كممثلين للقافلة، وهو ما رفضه المشاركون . من جانبه وبعد الثورة العارمة من الجانب المصرى واتهام حماس بالمهادنة, نفى أسماعيل هنيه رئيس الحكومة الفلسطينيه المقاله، ان تكون حماس قد رفضت استقبال القافلة، مؤكدا انه على استعداد لاستقبال الوفد بالكامل، مؤكدا ان تصريحات غازى لا تعبر عن حماس وانما تعبر عن رأى شخصى، الا ان تصريحات هنيه جاءت بعد اغلاق المعبر فى الساعة السابعة مساءا . جدير بالذكر ان انقسام حدث بين المشاركين عندما اعلن بعض المشاركين من جانب الاخوان انهم يعتزمون الدخول بجوزات السفر الى القطاع ضمن وفد ال"40" الذى تحدث عنه حمد الا انهم قوبلوا بهجوم شديد حيث ان المشاركين لم يكن الكثير منهم يملك جواز, ولم يكن سوا 60 مشارك فقط هم من بحوزتهم الجوزات، وبعد الهجوم الشديد تراجع قيادات الجماعة عن قرارهم وأكدوا عدم دخولهم خاصة بعد اعلان التيارات السياسية الاخرى من قبل قيادتها انهم لن يدخلوا رغم حوزتهم لجوزات سفر، ولكنهم جاءوا مع 300 ولن يدخلوا بدونهم . وعلى صعيد اخر أكد المشاركون فى القافلة فى بيان لهم ان السلطات المصرية منعت القافلة بتعليمات اسرائيلية . فيما اكد محمد واكد احد منسقى القافلة ان ضابطا بالأمن المركزى مسئول عن التنسيق أكد له ان الجانب المصرى يقوم بالتنسيق مع المخابرات فى حركة حماس نهايا حديثة " من الاخر اسرائيل لازم توافق". وفي وقت سابق من صباح اليوم منعت السلطات المصرية النائب الإخواني محسن راضي من تمرير 50 طنًا من الأغذية إلى غزة واحتجزتها في استاد العريش. مطالبينه بتسليمها للسلطات المصرية لتمريرها من منفذ العوجه, وهو ما رفضه راضى مؤكدا انه لن يسلم اغذيه الفلسطنيين الى الاسرائيليين, وتوجه النائب إلى المعبر واعلن تضامنه مع قافلة كسر الحصار وظل فترة قبل ان يعود الى القاهرة . والجدير بالذكر ان القافله شهدت مصالحة مصريه جزائرية اليوم امام المعبر، بعد ان شارك وفد مصرى فى الترحيب بقافلة جزائرية جاءت لتقدم مساعدات لاهالى غزة، وامام معبر رفح اخذ الجانبين يلتقطان الصور التذكارية مؤكدين انهم يد واحدة وانهم اليوم يصلحون ما افسدته مباراة كرة القدم، فى اشاره الى الخلاف الذى نشب بين مصر والجزائر على خلفية كأس الامم الافريقية .