.. ويواصل الأدباء والمثقفون اعترافاتهم ل "مصر الجديدة"، وفى هذا الجزء يدلى الأدباء والنقاد الكبار الشاعر محمد التهامى والناقد د. عبد الحميد إبراهيم، ود. أحمد فضل شبلول بإعترافاتهم عن أخطائهم بصراحة إيمانا منهم أن الحياة لا تساوى أن نكذب عليها وفيما يلى صورة طبق الأصل من اعترفاتهم. رفض نصيحة طه حسين الأديب والشاعر الكبير محمد التهامى بدأ اعترفاته على نحو مغاير حين قال: وقعت فى أخطاء كثيرة فيما يتعلق بموقفى كشاعر لأنه أتيحت لى حينما كانت فى (التوجيهية) فرصة أن أواصل الدراسة فى كلية الآداب حيث نجحت فى مسابقة عقدها د. طه حسين عن كتابه (الأيام) واختبرنى فيه وأعجبته ردودى فأعطانى الدرجة النهائية، وقال لى: سوف انتظرك فى كلية الآداب، فقلت له لقد عزمت أن أواصل دراستى للقانون فى كلية الحقوق، فكان هذا بالنسبة لى خطأ كبير ارتكبته فى حق موهبتى الشعرية وهذا الخطأ أندم عليه حتى الآن. أما الخطأ الثانى الذى أندم عليه - والكلام لازال للشاعر التهامى- فهو أنى اهتميت بالشعر الوطنى والقومى والسياسى وبإلقائه ونشره وأهملت نشر شعر التجارب الخاصة والشعر الذاتى.. ولم أطبع دواوينى الشعرية إلا فى عام 1979 وهو وقت متأخر جدا وهذا أيضا كان خطأ بالنسبة لموقفى من الشعر. جاهزت الإفطار ومن قمة فى مجال الشعر إلى قمة فى مجال النقد حيث يقول د. عبد الحميد إبراهيم الناقد والعميد الأسبق لكلية الدراسات العربية والإسلامية: أنا سعيد بهذا التحقيق الجديد من نوعه والذى يقدم خبرات وتجارب كثيرة من الممكن أن تتحول إلى كتاب يفيد النشئ والأجيال القادمة، وهو تحقيق مناسب لرمضان لأن مقام التوبة هو المقام الأول فى الإسلام فهو شرع التوبة لكى تطهر النفس وتبدأ الحياة من جديد. ويضيف د. إبراهيم: الذنب الذى أقر وأعترف به هو أننى فى فترة الشباب رفعت فكرة التغريب والعلمانية التى كانت منتشرة فى جيل الستينات وكنا نحن المثقفين فى ذلك الوقت نفخر بإعلان الإفطار جهارا فى نهار رمضان وكانت المقاهى بكل أسف ممتئلة بالمفطرين الذين يجلسون على الأرصفة يعلنون أخطاءهم، وقد وقعت فريسة لهذا الانحراف وكنت مع مجموعة من المثقفين والأدباء نفطر فى نهار رمضان أثناء العمل ونشرب المياه وندخن السجائر ونظن خطأ أن هذا من الباب التمدن وأن الخروج على الدين سمة عصرية يجب أن يفتخر بها المثقفون، والحمد لله ندمت كثيراعلى تلك الأيام وتطهرت منها وكلما تذكرت هذه التجربة أحس بالندم ولكن رحمة الله واسعة والآية الكريمة تقول (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) ، ولولا ذلك لقتلت نفسى ندما وحسرة، والحمد لله الذى هدانا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله. صلة الأرحام ويعترف الشاعر السكندرى د. أحمد فضل شبلول فيقول: ليس هناك شك فى أن شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للتصالح مع النفس ومع الله من خلال العودة إلى تدبر آيات الله وقراءة القرآن والأحاديث النبوية وهى فرصة أيضا للتواصل مع العائلة ، فمن الأخطاء المتكررة طوال العام بعدنا عن صلة الأرحام بسبب مشاكل الحياة اليومية ولعل أول يوم فى رمضان يكون فرصة لإصلاح هذا الخطأ عن طريق التجمع العائلى فى منزل أحد الإخوة من أفراد الأسرة كما هو فرصة للتواصل مع الشعر الدينى والاحتفالات الدينية. وينهى شبلول حديثه فيقول: لا توجد لدى خطايا كبرى فأنا شخص ملتزم قدر المستطاع وأتمنى أن يديم الله علىّ هذه النعمة فى هذا الشهر الكريم وباقى أشهر العام.