السفير محمد الخمليشي الخمليشي : ملاحظات الدول العربية على مشروع مفوضية الإعلام " غير مشجعة" بدأ اليوم"الأحد"، الاجتماع الاستثنائي للجنة الدائمة للإعلام العربي، بمقر الجامعة العربية، على مستوى وكلاء وزراء الإعلام العرب، برئاسة أمين بسيوني، رئيس اللجنة، لمناقشة مشروع إنشاء مفوضية للإعلام العربي تنفيذًا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الاستثنائية التي عقدت في شهر يناير الماضي، حيث وضح جليًا خلال الاجتماع أن الخلافات والانتقادات التي وجهت لمشروع إنشاء مفوضية للإعلام العربي تكاد تعصف بالمشروع من أساسه، مما أسهم في وجود جو من التشاؤم حول إمكانية الموافقة على المشروع الذي أعدته الجامعة العربية. وقد أكد السفير محمد الخمليشي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون الإعلام والاتصال، أن ما ورد إلى الجامعة من ردود للدول العربية حول مشروع إنشاء مفوضية للإعلام العربي " غير مشجع " مما يتطلب منا العمل أكثر للتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، أو أن نعلن صراحة عن فشلنا في إنشاء المفوضية. وطالب السفير محمد الخمليشي في كلمته خلال الاجتماع بأن يكون النقاش بين المشاركين في الاجتماع " صريحًا " حتى نتمكن من التوصل إلى قرار واحد بشأن إنشاء المفوضية .. وقال الخمليشي إن أغلب الردود التي وردت إلينا من الدول العربية بشأن مشروع المفوضية "متنوعة ولكن أغلبها غير مشجع ". وأضاف أننا نريد في هذا الاجتماع أن نسمع موقفًا عربيًا صريحًا ونريد معرفة رأي الدول بشأن المفوضية بمعنى: هل حان الوقت لقيام المفوضية ؟ ، أم أن الوقت لازال مبكرًا. وأشار الخمليشي إلى أن النقاش في موضوع المفوضية بدأ لأول مرة عندما فكر قطاع الإعلام في الجامعة العربية في أن تكون لنا مبادئ ومعايير للبث الفضائي السمعي والبصري لفضائنا العربي وقد وضعنا تصورًا عربيًا حول حماية فضائنا أمام الفضاء الخارجي ورأينا أن هناك مبادئ لذلك، وكانت لأول مرة ملزمة، ثم عدنا في اجتماع آخر وقلنا إنها إسترشادية. وقال إن التفكير في موضوع المفوضية اختلف بين دولة وأخرى، موضحًا أن المفوضية هي تصور جديد لما يجب أن يكون عليه الإعلام العربي ولوضع مبادئ للإصلاح والتقدم ولزيادة سقف الحريات والتطوير، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أننا لا نريد أن نكون مثل مفوضية الإعلام الأوروبي لأنها متقدمة جدًا، ونحن ندرك أنه من الصعب أن نصل إلى هذا الشكل حاليًا. ودعا المشاركين في الاجتماع إلى الصراحة في التعامل مع موضوع المفوضية، وقال " إذا رأيتم أن الوقت لم يحن لذلك فيجب أن نعترف، ونتخذ خطوات أخرى ونلتزم بها ". وأوضح أن المفوضية تحتاج إلى جهاز إداري وميزانية كبيرة، ونحن نحلم بخطة إعلامية لمواجهة الخارج، متسائلاً " كيف نصنع مفوضية دون أن تكون هناك نية وإرادة للتنفيذ ؟ ". من جانبه، قال أمين بسيوني رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي إننا نناقش اليوم مشروع إنشاء مفوضية الإعلام العربي والتي دعا السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية إلى إنشائها بناء على طلب الوزراء، ثم وزع مشروع النظام الأساسي للمفوضية على الوزارات المختلفة، وتفضلت كل دولة بإرسال ملاحظاتها. وأضاف بسيوني في كلمته خلال الاجتماع أنا نريد أن نواكب عصرنا في تقدمه العلمي في المجال الإعلامي بما يتناسب مع قيمنا وعاداتنا وديننا وأخلاقنا، موضحًا أن الإعلام يدخل الآن كل بيت دون استئذان. وأكد أننا مع حرية التعبير، لكننا في نفس الوقت حريصون على أن نلتزم بالعادات والقيم للمجتمعات العربية وألا ندخل إلى البيوت دون استئذان من خلال الإعلام، كما نريد أن نكون ذوي رؤى واحدة وأن يكون إعلامنا متطورًا. وقال إنه طالما أننا ندخل من خلال هذه القنوات إلى كل الدول العربية وسمح أصحاب الأقمار العربية بأن يتم البث من خلالها، ففي هذه الحالة يجب أن يكون هناك شيء من الالتزام ومواكبة العصر واحترام حرية التعبير وأن يكون هناك التزام يجمع بين حرية التعبير واحترام قيم المجتمع. من جانبه.. قال ممثل لبنان إن بلاده تقدمت بورقة عبر عنها وزير الإعلام اللبنانى طارق متري يوضح فيها أن مشروع إنشاء مفوضية للإعلام العربي ليس هدفًا قائمًا بحد ذاته، وإنما هو سعي لتعزيز دور الإعلام العربي في مواجهة التحديات الدولية وإظهار الحق العربي في إطار عربي مؤسسي. ولفت إلى أن هذا إن دل فإنما يدل على حسن الدراسة والإستشراف للدور الذي يمكن أن يؤديه الإعلام الواعي والذكي ومنطق الأمور، مما يستدعي منا أن نقف بجانب كل ما يمكن أن يدعم العمل العربي الإعلامي المشترك وأن نؤكد عى رفض كل ما من شأنه أن يقوض من حرية الرأي والتعبير. من جانبه قال محمد زروق معاون وزير الإعلام السوري، إن معظم الملاحظات التي طرحت تؤكد أن هناك آراء حول المشروع بشكل عام وليست آراء في التفاصيل، مضيفًا أن هذا المشروع- مع كامل الاحترام له والتقدير للجهد المبذول فيه- يستند إلى آلياتنا القائمة حاليًا، ولكنه لا يستند إلى رؤانا المستقبلية، وبالتالي لابد أن تكون الرؤية مختلفة.
أما وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية الدكتور المتوكل طه رئيس الوفد، فقال إن إنشاء مفوضية للإعلام العربي ضرورة وأن تنفيذ الفكرة قد تأخر كثيرًا، واستعرض طه المهام التي يفترض أن تقوم بها مفوضية الإعلام وفي مقدمتها خلق حالة معرفية داخل المجتمع العربي عن واقع الأمة العربية. وأضاف أن ما يجري في القدس لا يعرفه الكثيرون من العرب والمسلمين، وحتى يقوم الإعلام بدور توعوي أفضل يجب الاهتمام بمختلف الأشكال والفنون وفي مقدمتها الدراما والسينما. وأشار طه إلى ضرورة أن تلعب المفوضية دورًا في خلق حالة معرفية لدى الآخر وبخاصة لدى الغرب والمساهمة في تعديل الصورة النمطية عن العرب، داعيًا إلى اعتماد آليات جديدة في الترجمة وأهمية حدوث حراك مجتمعي.