تتعدد أشكال العنف ضد المرأة عامة وداخل المجتمع الصعيدي خاصة بسبب تكريس المفاهيم والصور التي تحض على ضرورة ممارسة العنف ضد المرأة كأحد وسائل قمعها والحفاظ عليها لذلك تستمر ظواهر العنف المختلفة ضد المرأة فى الصعيد والتي يأتي على رأسها التمييز ضد الفتيات بوصفهن إناث وتعدد الأشكال التى تعنف المرأة وتقهريها منها القتل باسم الشرف واغتصاب المحارم وضرب الزوجات وسوء المعاملة والزواج بزوجة أخرى . من اجل المشاركة فى مناهضة أشكال العنف المختلفة قامت مؤسسة قضايا المرأة المصرية بمشروع يستهدف مناهضة صور العنف المختلفة ضد المرأة في المجتمع الصعيدي ومحاولة الخروج بمنتج إعلامي يتبنى جملة مكثفة للقضاء ضد المرأة وذلك من خلال ورشة عمل مجمعة لعدد كبير من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بمحافظة قنا . تناولت الورشة موضوع العنف ضد المرأة وإرساء المفاهيم والمصطلحات النظرية الخاصة بالعنف وركز المحور الثاني على الجانب النفسي والاجتماعي للقضية وتأثيرها على الممارسات والتنازل الاعلامى للقضايا والموضوعات المختلفة كما ركز المحور الثالث على كيفية القيام بجملة إعلامية لتتناول أحد موضوعات العنف والضغط والدعوة من اجل تنفيذها واقعيا من خلال الإعلاميين فى مواقعهم المختلفة وكيفيته واليات تصميم الحملة معنا بقنا وقد قامت المؤسسة بتبني الموضوع بعد أن أظهرت دراسات عن الصحة النفسية في البلاد النامية أن النساء يعانين من الاضطرابات النفسية التي يسببها العنف 6.6 % ضعف ما يصيب الرجال 3.2 % . كما أوضحت الدراسات أن 20-60 % من النساء في الدول النامية تعرض للضرب في داخل الأسرة او من أزواجهن وأن 35% من المصريات المتزوجات تعرض للضرب من قبل أزواجهن على الأقل مرة واحدة منذ زواجهن وأن الحمل لا يحمى المراة من هذا العنف فإن 69 % من الزوجات يتعرض للضرب فى حالة رفض معاشرة الزوج وأن 69 % يتم ضربهن فى حالة الرد على الزوج بلهجة لا تعجبه وقد اعتمد البحث على 700 زوجة فى الريف والحضر ويتبين من البحث أيضا أن المرأة الريفية تتعرض للضرب أكثر من المرأة الحضرية . وأكدت عزة سليمان رئيس مركز قضايا المرأة أن هذه الورشة تأتى في إطار توأمه ومشاركة مع الإعلاميين للوقوف على ارض صلبة تستهدف الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة بما ستعايش مع الدستور والقانون والمواثيق والأعراف الدولية بالإضافة إلى تعريف وتقنين الظاهرة أو اى أذى تتعرض له المرأة والوقوف على أشكال وصور العنف الذي تتعرض له المرأة كالضرب والاغتصاب خاصة المحارم حيث أثبتت الدراسات التي قامت بها المؤسسة أن أشكال العنف قد تمركزت بصورها فى محافظة قنا في الزواج القبلي ومحافظة سوهاج فى اغتصاب المحارم ومحافظة أسيوط فى عدم توريث المرأة وفى محافظة المنيا فى التمييز ضد الفتيات . ومن جانبه اكد وحيد الدسوقى من برنامج العنف ضد المرأة بالمؤسسة أن الهدف من تدريب الإعلاميين هو التنسيق بين وسائل الاعلام المحلية المختلفة لعمل حمله إعلامية تتناول بعض إشكال العنف التي تتعرض لها المرأة فى الصعيد بالإضافة إلى تحديد المفاهيم الخاصة بتعريف العنف وأشكاله وصورة والأسباب المجتمعية التى تساعدهم على تأصيله وكذلك الضغوط التى تؤدى إلى العنف . وأضافت نورا إبراهيم مدير المشروع أن المشروع يطبق لمحافظات صعيد مصر ويهدف إلى وضع الموضوع على أجندة الجمعيات الأهلية وتكوين اتحاد نوعى عن الجمعيات العاملة فى مناهضة العنف ضد المراة للخروج بقاعدة بيانات اساسية عن اهم القضايا التى تعانى منها النساء فى هذه المحافظات واكدت أن هناك تدريبات خاصة للكوادر الجمعيات الاهلية بالمحافظات الاربع حول مفهوم العنف وأشكاله وصورة وتنازلت التدريبات مهارات الاستماع والارشاد النفسى للمراة المضفة بهدف خلق كادر واع وقادر على تنازل قضايا المجتمع المحيط به وأثارتها كذلك تكون نواه لمركز استماع وارشاد نفسى للنساء المضفات داخل الجمعيات واشارت الى أن المؤسسة قامت بتحويل 40 ندوة قام بتنفيذها الكوادر المدربة للقاعدة المترددة على الجمعيات. ويرى الاعلامى محمد جاد كبير المذيعين باذاعة جنوب الصعيد أن اهداف الورشة جاءت متسعة تماما مع الاسترايجية الاعلامية بالاذاعة التى تتبنى قضايا المراة بشكل عام ومنها معالجة ظاهرة العنف ضدها ويشير هنا الى برنامج "قلوب بتناديك " الذى يناقش مشاكل ذوى الاحتياجات الخاصة محددا مشاكل المرأة المعاقة وكيفيته العمل على حلها. أما د/ عبد الله ابو العلا عضو مجلس الشعب أوضح ان ظاهرة العنف ضد المراة ينتج عن مورث ثقافى وعادات وتقاليد تقاومها وسائل الاعلام مكنها تحتاج الى وقت وجهد . وأشار المحاسب عبد الباقى عبيد إلى أن صحافة الإثارة تستخدم المرأة كسلعة تباع وتشترى مما ساعد على تشويهها ويمثل ذلك عنفا من المرأة ضد نفسها يقول المخرج إسماعيل الشيشينى أن ظاهرة العنف ضد المرأة في محافظات الصعيد لها أسبابها ومن أبرزها الفقر والواقع الاقتصادي التي تعاينه الأسرة والمرأة بشكل خاص كما ان هذا الواقع يؤدى إلى ظاهرة أخرى مرتبطة بالعنف هي عدم توريث المرأة والتعدي على حقوقها .
فيما أكدت المذيعة نهلة الأنصاري أن ظاهرة العنف ضد المرأة لا يشترط أن تكون عنفا بدنيا بالضرب أو القتل أو إحداث عاهة فهذه المتعارف عليه أما العنف النفسي مثل الاهانة اللفظية أو الصمت الزوجي والتمييز بين الولد والبنت لصالح الولد ويضعف قائلا أن مؤسسة قضايا المرأة المصرية أخذت على عاتقها بالتعاون مع الإعلاميين أن تتبنى حملة إعلانية منظمة للوقوف أمام هذه الظاهرة لتأكد أن إعلام بكافة وسائلة شريك قوى قادر على التغيير الايجابي لصالح مجتمعاتنا المصرية .