شهدت البورصة أسبوعاً قاسياً على المستثمرين إن لم يكن الأقسى منذ بداية العام بل وقد يُصنف بأنه الأسوأ منذ الأزمة العالمية لعودة أجواء التوتر وتغير سلوك المستثمر أو عودته مرة أخرى لأسلوب الخطف إن استطاع وهو ما ينتج عنه في أغلب الأحيان مزيد من الخسارة للمحافظ المُنهكة أصلاً بطبيعة الحال.وعلى الرغم من أن مؤشر الأسهم التي يُدعى أنها قيادية قد اقتنص بعض الارتفاع الزائف هذا الأسبوع بإغلاقه في جلسة الخميس على ارتفاع 80 نقطة إلا أن واقع الأمر أن أسهم المستثمرين قد استُنزفت طوال الأسبوعين الماضيين حتى عاد الكثير منها لأدني من أسعار عمق الأزمة وهو ما دفع المئات من المستثمرين بإتخاذ القرار الصعب بوقف محافظهم بخسائر فادحة والتوقف في رمي أسهمهم في محرقة البورصة.أيضاً شهدت البورصة هذا الأسبوع المزيد من المآسي من عينة الأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم وبالطبع السيد المُحترم ماجد شوقي لا حس ولا خبر .. فهو لا يظهر إلا عند تحسن السوق للضغط عليه ودفعه للإنهيار والعودة من حيث أتى.كان لأسهم خارج المقصورة نصيب الأسد من التراجعات والهبوط حيث عادت مُعظم أسهمه إلى الحضيض بعد قرار الهيئة بوقف سهم فوديكو لرغبة الشركة في رد أموال الناس وطرح أسهم الاكتتاب الذي تكبده الناس وقيمته الأسمية 60 مليون جنيه ... بالإضافة لما يخرج من هيئة البورصة من إشاعات مُتعمدة لما هو متوقع لأسهم خارج المقصورة وما ينتظرها من فظائع وقرارات....وهي الشائعات التي تم التلاعب بها عشرات المرات للضغط على أسهم خارج المقصورة ثم تتكرر اللعبة بصعود كبير بعد إشاعات دخول المقصورة وهكذا دواليك لتدوير رأس مال هذه الشركات وأصحابها ومن يتلاعبون بأسهمها.هبط سهم إليكو من 1.80 ل 1.49 خلال الأسبوع الحالي فقط .. والعربية للاستثمارات فقد من حدود 1.70 إلى 1.29 وسهم المشروعات هبوط إلى 10 جنيهات وسهم سوهاج للصناعات الغذائية هبط إلى حدود 20 جنيه وهو السعر الأدنى للسهم بشكل مُطلق منذ عام 2008.تحليلياً ورغم الارتفاع الأخير والهزير لEGX30 إلا أن المسافة بينه وبين قناته الصاعدة على المدى القصير قد بعدت وهو ما يُصعب عليه مهمة العودة إلى هذه القناة خاصة في ظل التوتر وخروج السيولة المستمر وبحث المستثمرين عن ضروب جديدة وأكثر أمنا لاستثمار أموالهم.بدأ المؤشر في التحرك في قناة جديدة أدنى من قناته السابقة وإن كانت موازية لها وبالتأكيد إن استمر بها سيستمر التزامه بالاتجاه الهابط على المدى القصير لوقت ليس بقصير.على مستوى EGX70 فقد كان المؤشر أكثر صراحة ... حيث كانت مُحصلة تحركه خلال الأسابيع الأربع الأخيرة هبوطاً صريحاً استمر من حول 760 إلى إغلاق الأسبوع الحالي عند 661 رغم الارتفاع الهزيل للمؤشر في جلسة الخميس (1.53 نقطة فقط)...هذا التحرك وضع المؤشر في موقف سىء حيث كون ثلاث قمم هابطة على الشارت الأسبوعي وهو ما يُهدد باستمرار الهبوط بجانب مثلث هابط على المدى المتوسط...وكسر الدعم الحالي للمؤشر عند 660 يُهدد بتحقق كل المستهدفات السلبية لهذه الأشكال الهبوطية...وكلما ارتفعت وتيرة التوتر وانخفضت الثقة كلما زاد احتمال تحقق الأشكال السلبية في السوق أو في أي سهم.على المستوى العالمي وعلى الرغم من خطة الدعم الضخمة التي أقرها الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاقتصاد اليوناني إلا أن اليور استمر على مدار الأسبوع في فقدان قيمته أمام الدولار وهو ما أثار تعجب المستثمرين .. والحقيقة أن الأمر بسيط وتفسيره واضح فأميركا تستفيد من الدولار القوي مؤقتاً باقتراضه ثم تعاود سداده عند هبوطه وتراجعه وضعفه وهو ما سيوفر مئات المليارات للميزانية الأميركية...على الجانب الآخر تفعل أوروبا المثل ببيع اليورو عند أسعار مرتفعة وإعادة شراؤه على أسعار منخفضة عند هبوطه .. ولو تم حساب مقدار خسارة اليورو في الفترة الأخيرة منذ بداية الأزمة سنجد اليورو قد فقد أكثر من 25% من قيمته وهو ما سيوفر للإتحاد الأوروبي مئات المليارات أيضاً لسداد التزام الاتحاد تجاه اليونان.