أكد الكاتب الصحفي محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر واتحاد الكتاب العرب " أنه ترك منصبه كرئيس تحرير لجريدة "الأهرام أبدو" طواعية بعد بلوغه السن القانونية للمعاش، رغم العرض عليه بالاستمرار إلا أنه رفض. وقال سلماوي في حواره مع رولا خرسا فى برنامج " الحياة والناس مع رولا: لا يصح أن نطالب بأشياء لا نطبقها على أنفسنا فنحن نطالب بالديمقراطية وتداول السلطة وعلينا أن نبدأ بأنفسنا كمسئولين ونتيح الفرصة لغيرنا لتولى المسئولية . وحول الضجة التي أثيرت حول المطالبة بمصادرة كتاب " ألف ليلة وليلة " وموقف اتحاد كتاب مصر منها قال سلماوى : هذا الكتاب من أهم كتب التاريخ التي صدرت وهو ثالث كتاب يوزع على في العالم، معربا عن استغرابه من أن يطالب البعض بمصادرته، وقال: ليست الجهات الرقابية هي التي طلبت ذلك ولكن أفراد في المجتمع غير مؤهلين ومتخصصين وان من يملك نقد الأدب يجب أن يكون من المتخصصين فكيف لمحامى أو أكثر أن يحكم على حركة الأدب فهناك أساتذة يحصلون على دكتوراه في النقد الأدبي وهناك كليات تدرس نظريات النقد الأدبي، وهناك ونظريات مضادة في الأدب ولا يجوز الحكر على الفكر والرأي وما يعترضون عليه من ذكر لبعض الأعضاء البشرية الجنسية سبق وأن ذكرت في كتب الطب والتعليم ولكن الهدف في الكتاب أخلاقي عندما نجد رجل يرفض أن ينساق لإغراءات امرأة فهو درس أخلاقي وهل هناك حياء بعد ما يعرض على الفضائيات والإنترنت من يطالب بذلك غير مؤهل وهذا غير جائز وغير مقبول ولا يجب أن تكون الأحكام انطباعية. وحول العلاقة بين المثقف والسلطة أشار رئيس اتحاد كتاب مصر أن العلاقة بينهما ينبغي أن تكون جدلية السياسي يطرح أفكاره والمثقف يناقش والمجتمع يحصد نتاج هذه العلاقة وهذا ما يحدث في المجتمعات المتقدمة وإذا فشلت هذه العلاقة يحدث انفصال والمجتمعات هى الخاسرة نتيجة هذا المناخ غير الصحي والمثقف يعانى من انعزال والسياسي يعيش حالة انفراد واضاف أنه من الغريب أن برامج الأحزاب فى مصر لا يوجد بها اهتمامات بالثقافة فالحزب الوطني . منذ نشأته لم تذكر فى برامجه الانتخابية كلمة الثقافة سوى العام الماضي فقط في ورقة هزيلة وتسأل هل يخشى الحزب الوطنى من المثقفين فهم صمام أمان لأنه يراجع السياسي في أفكاره ويضمن له عدم محاسبة التاريخ لأفعاله . وحول رؤيته لحالة الحراك السياسي الذى تشهده مصر في الآونة الأخيرة قال إأن الاستقرار إذا طال أمده فقد يؤدى إلى الانفجار. وأبدي سلماوى انزعاجه من نظرة الأفراد لعملية الحراك والتغيير وقال إن الحراك في حد ذاته جيد جدا والمطالبة بالتغيير جيدة، ولكن المطالبة بالتغيير لمجرد تغير الأشخاص ليس تغييرا، فكيف يطالب البعض بالبرادعى- مع تقديري لشخصه- بالترشيح لمنصب الرئاسة وهم لا يعلمون شيئا عن أفكاره وبرنامجه، وكيف يؤيده الناس بدون أن يعرفوه هل هو مع ثورة يوليو مثلا أم ضدها هل مع اتفاقية السلام أم مع المقاطعة وموقفه من قضايا الدعم إلى غير ذلك من القضايا المهمة لا يجب أن نغامر بهذا الشكل فمصائر الأمم لا تحدد هكذا . وحول تقييمه للصحافة المصرية وتناولها لحالة الحراك المجتمعي قال سلماوى أن الصحافة في مصر في حالة فوضى صحفية من الدرجة الأولى وهناك افتقاد للقواعد المهنية والأخلاقية والوطنية ووصف المرحلة التي تمر بها الصحافة بأنها مرحلة انتقالية ، وقال ما حدث عندما خرج الإعلام ليسب دولة شقيقة بسبب "ماتش كوره" فهو افتقاد للوطنية ويجب ألا نفرط في القومية العربية؛ لأنه للأسف عندما أسقطناها انفرط العقد كل حباية في ركن. وأضاف سلماوى أنه رغم كل ذلك فإن هناك نقاط امل في الصحافة وهذا الزخم ينبأ بنشوء صحافة جيدة في المستقبل وقال أن الصحافة القومية رغم كل ما فيها من انحياز للدولة إلا أنها مازالت متميزة في الرأي وان مؤسسة الأهرام أقدم مؤسسة صحفية في الشرق الأوسط ما زالت ترسى قيما صحفية أصيلة وتاريخها وعمرها يزيد عن عمر دول ، وأن الصحف المستقلة بعد سنوات سيكون لها دور جيد وفعال.