مرة أخرى القضية الفلسطينية على طاولة عربية ليست بجديدة، تعلق الآمال مرة أخرى عليها، سعيًا نحو مسيرة ناجحة لعملية سلام عادلة، تجهض المساعي الإسرائيلية لهدم الأمن والسلم الدوليين، ليس فقط بالأراضي العربية المحتلة، وإنما لتتفادى دخول المنطقة برمتها نحو آتون صراع قد يتطور، اشتهر كثيرًا تحت مسمى "الصراع العربي الإسرائيلي". هذه الطاولة هي لجنة مبادرة السلام العربية التي بدأت اليوم اجتماعها الطارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، وبحضور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، في ظل غياب 4 من وزراء الخارجية العرب أعضاء لجنة المتابعة العربية. أعد دكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس وفد فلسطين، تقريرًا حول المقترحات التي تقدمت بها الإدارة الأميركية للجانب الفلسطيني في ضوء التطورات الأخيرة ليتم تقييمها واتخاذ القرار العربي المناسب تجاهها، كما يشارك عريقات الدول العربية مناقشة قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بتهجير 7 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية، ويبحث التحركات العربية المطلوبة في ضوء الجهود التي يقوم بها السيناتور "جورج ميتشيل" المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، واتصالاته مع معظم وزراء الخارجية أعضاء اللجنة. اللجنة عقدت بحضور وزراء خارجية، مصر والأردن وتونس والسعودية ولبنان والمغرب، والجزائر أعضاء اللجنة ال13، إضافةً إلى وزراء خارجية الإمارات وسلطنة عمان، في حين انخفض مستوى تمثيل4 دول عربية من لجنة المتابعة العربية هي البحرين واليمن والسودان وسوريا، مثلها المندوبون الدائمون لها بالجامعة العربية، ولو أن وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي تأخر عن الجلسة الافتتاحية للاجتماع مدة ساعتين ونصف آتيًا مع غياب شمس النهار، وربما اقتراب نهاية الجلسة العربية. يأتي ذلك الاجتماع في ظل ترقب أن تبدأ مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، غير مباشرة، لكن بشرط أن يكون هناك ضوء أخضر عربي خلال اجتماع اللجنة لدفع تلك المحاولة التفاوضية، التي ربما تعتبرها بعض من الدول العربية فاشلة،..حيث رأت مصادر بالجامعة العربية أن غياب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن اجتماع اللجنة، يرجع لمعارضة سورية مسبقة لأي موافقة عربية تذعن الفلسطينيين مرة أخرى تحت وطأة المفاوض الإسرائيلي الغير جاد في عملية السلام، والذي يتمادى في ممارساته القمعية عبر آلته العسكرية. وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية صرحت أنها تتوقع بدء مفاوضات غير مباشرة خلال الأسبوع المقبل، في حين أوضح ناطق باسم البيت الأبيض، أن هذا مرهون بموقف عربي مشجع، في إشارة إلى موقف اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اليوم.