أكد سفير لبنان في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية الدكتور خالد زيادة أن لبنان بجميع مستوياته المسئولة قد ندد بالجريمة البشعة التي وقعت بحق المواطن المصري المتهم بقتل مواطنين لبنانيين. ولفت الدكتور خالد زيادة على هامش أعمال لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، إلى أن الرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان قد ندد بهذه الجريمة وأصدر توجيهاته لوزير الداخلية والبلديات، ووزير العدل اللبنانيين بملاحقة الفاعلين وإنزال العقوبات الصارمة بحق المقصرين، مشيرًا إلى أنه رغم بشاعة الجريمة التي ارتكبها هذا المتهم، فإن ما حدث يسئ إلى صورة لبنان خاصة أن الدولة اللبنانية قد كشفت الفاعلين. وقال زيادة إن وزير العدل اللبناني أبدى استنكاره لهذه الجريمة البشعة التي وصفها بالهمجية والتي أودت بحياة طفلتين وجديهما، ولكنه قال إنه مهما كان الجرح عميقًا فإن لاشئ في العالم يقبل بردة الفعل الجماعية والتي تسئ إلى صورة لبنان.. وتابع قائلاً " إن دولة المؤسسات لايمكن أن تقبل بهذا الحادث الخطير وهناك إجماع على ضرورة ملاحقة المقصرين وأن يقوم القضاء بواجباته . ولفت سفير لبنان إلى أن تصريحات متعددة مماثلة صدرت من المسؤولين اللبنانيين لاسيما وزير الداخلية ومدير قوى الأمن الداخلي والتي تجمع جميعها على استنكار ما حدث للمواطن المصري . وأكد سفير لبنان في القاهرة أن هذه الحادثة على بشاعتها ينبغي ألا تؤثر على العلاقات الراسخة بين البلدين، موضحًا أن تصريحات المسؤولين اللبنانيين تعكس ذلك، وتؤكد على ضرورة الاحتكام للهيئات القضائية، كما تعكس الحرص على سلامة أي مواطن ومقيم على أرض لبنان بما فيهم الأخوة المصريين. إلى ذلك تقدم عضو مجلس الشعب المصري، مصطفى بكري بطلب إحاطة عاجل لأحمد أبو الغيط وزير الخارجية حول واقعة قتل المواطن المصري بلبنان والتمثيل بجثته وتعليقه على عمود إنارة بقرية كترمايا بإقليم الخروب بلبنان. وقال بكري في طلب الإحاطة إن عددًا من المواطنين اللبنانين من سكان القرية قاموا باختطاف المواطن المصري محمد سليم محمد مسلم المتهم بقتل أسرة لبنانية من يد قوات الشرطة أثناء إعادة تمثيل جريمته في موقع الحادث، حيث تم الاعتداء عليه وقتله طعنًا بالأسلحة البيضاء وسحله في الشوارع والتمثيل بجثته، ثم تعليقه على أحد أعمدة الإنارة عاريا والدماء تنزف منه في مشهد لا يمت للإنسانية بصلة بل هي جريمة مكتملة الأركان وإساءة للعلاقات التي تربط بين الشعبين المصر واللبناني. وأضاف إن ما حدث يمثل اعتداءا سافرًا على القانون بغض النظر عن إدانة المتهم أو براءته، حيث انه كان مازال يخضع للتحقيقات وإن ما جرى يمثل إهانة لكل المصريين. وتساءل بكري في طلب الإحاطة عن الإجراءات التي اتخذتها الخارجية منذ القبض على المواطن ونتائج الاتصالات التي أجرتها مع الحكومة اللبنانية حول القصور الأمني ومحاسبة الجناة والمتسببين في الجريمة. وكان مسؤولون لبنانيون قالوا الجمعة إنهم سيقدمون للعدالة قرويين غاضبين قتلوا شخصًا يشتبه في ارتكابه جريمة قتل وعلقوا جثته بخطاف جزار في هجوم انتقامي أصاب البلاد بالصدمة. وكان المشتبه به محمد مسلم (وهو مصري كان يعيش في قرية كترمايا الجبلية في جنوب شرق لبنان) قد اعتقل يوم الأربعاء للاشتباه في قتله رجلا مسنًا وزوجته وحفيدتيهما، عقب اغتصابه فتاة في حادثة سابقة في القرية نفسها.
وعندما أحضرته الشرطة إلى مسرح الجريمة لتمثيلها الخميس تغلب حشد غاضب على رجال الشرطة وضربوا مسلم بالعصي والحجارة وطعنوه، ثم جردوه من ملابسه عدا الملابس الداخلية والجورب وهم يهللون وسحلوه في الشوارع ثم علقوه على عمود إنارة بخطاف قصاب. ثم جاءت قوات الأمن اللبنانية في النهاية وأخذت الجثة.