بعد التغطية الفاضحة لهيئة البورصة على سهم أوراسكوم تليكوم وتجاوزاته المستمرة بدءاً من الصعود الغير مسؤول والمُضاربة الواضحة مروراً بظهور أخبار جوهرية وحاسمة غطت عليها الشركة وامتنعت البورصة عن التعامل معها بالحزم الذي تتعامل به مع شركات أخرى وانتهاءاً بفضيحة إيقاف السهم بعد أن صعد صعوداً كبيراً ومطالبة الشركة بالإفصاح عن أخبارها الجوهرية فما كان من أوراسكوم تليكوم إلا أن استهزأت من الهيئة ومن الجميع وأفصحت بما لا يسمن ولا يُغني من جوع وبما علمه الناس منذ أيام ... والعجيب أن الهيئة بلعت هذا الإفصاح المشوه والمعلوم مُسبقاً وأعادت التداول على السهم .. والأعجب أن الشركة عادت للتداول ليبدأ السهم في هبوط وتصريف عنيفين استمر خلال الجلستين الأخيرتين بدعم من ضغط واضح على السهم في بورصة لندن دفع بالسهم إلى ما دون 7 جنيهات اليوم بعد البيع بكميات كبيرة حول 7.70...وبالطبع وعلى الرغم من أن أوراسكوم تليكوم مؤخراً لا يصعد إلا وحيداً دون أن يترك الفرصة لأسهم السوق لأن تلتقط أنفاسها وتتحسن .. إلا أنه في الهبوط لا يبخل على السوق وجميع الأسهم بالهبوط والتدني من سىء إلى أسوأ. استمرت هذه الأحداث على مدار شهر تقريباً حتى جاءت اللطمة الكبرى للهيئة وللشركة اليوم من الطرف الآخر من جنوب القارة ومن شركة إم تي إن الجنوب إفريقية التي صرحت بتفاصيل واضحة للصفقة المُحتملة مع أوراسكوم تليكوم وبالأرقام...وكالعادة الهيئة الموقرة لا تعليق ولا يوجد من يُحاسبها على التجاوز والخروقات المستمرة وأوراسكوم تليكوم يتحرك كما لم يتحرك أسوأ أسهم المُضاربة في السوق حارماً السوق من التماسك وساحباً نسبة تخطت ال30% أحياناً من سيولة السوق. ثم تأتي الهيئة لتشكو من أن أسهم خارج المقصورة تسحب سيولة كبيرة من السوق رغم أن مُعدل التداول في هذا السوق لا يتجاوز ال100 مليون جنيه في أفضل الأحوال وهو ما لا يمُثل ثُلث قيمة تداول أوراسكوم تليكوم في جلسة متوسطة التداول .. ليس بسبب الإقبال على السهم بقدر ماهو سلوكه وطريقته تحركه وامتناعه عن الإفصاح إلا بعد التلاعب واستهلاك أخباره. ولكن بالتأكيد مهما بلغت تجاوزات أوراسكوم تليكوم فهو الطفل المُدلل للهيئة وصاحب التأثير الأكبر في السوق والوزن النسبي الثاني في الترتيب بعد زميله أوراسكوم للإنشاء ... وبالتأكيد أيضاً ولتوفير السيولة وتوجيهها للأسهم المالية التي أوصى بها ماجد شوقي في سابقة خطيرة لمسؤول عن هيئة مالية ... ولتوفير هذه السيولة للأسهم المُقترحة من ماجد شوقي لابد من إزاحة أسهم خارج المقصورة وطردها من السوق تماماً بما تحمله من الملايين من أموال الناس بدلاً من التيسير على إعادتها تحت مظلة القانون والشفافية المزعومة... ولقد وقع العقاب هذا الأسبوع على سهمين..بدأت الهيئة بسهم ريجينا لتصنيع المكرونة والذي بلغت قيمته السوقية 88 مليون جنيه ... ثم جاءت الطامة الكبري في منتصف الأسبوع عندما قررت الهيئة طرد سهم فوديكو إلى خارج الصفقات بعد أن قامت الشركة بعمل اكتتاب عام قيمته 60 مليون جنيه رفع القيمة الأسمية للشركة إلى 90 مليون جنيه والقيمة السوقية حسب آخر يوم تداول أكثر من 280 مليون جنيه. أما حجة الهيئة في طرد السهم من السوق ليس لأنه قام بعمل اكتتاب عام ... بل لقد حصلت الشركة على موافقة الهيئة لتنفيذ الاكتتاب بطبيعة الحال...ولكن حجة الطرد كانت أن الشركة قررت قيد أسهم الناس التي اكتتبوا فيها ودفعوا فيها مما تبقى لهم من أموال بعد أن عصفت البورصة بمُعظمها. أي أن الهيئة سهلت للشركة جمع أموال الناس الاستفادة منها ثم طردت الشركة والناس وضيعت أموالهم في سوق يدعونه كذباً سوق الصفقات وهو في الحقيقة سوق لا وجود له والأسم الأكثر مُناسبة له السوق الخفي للتدليل على الأسهم وحرقها. وبالتأكيد لابد من طرد وإيقاف بعض الأسهم داخل المقصورة أيضاً حتى حتى يتساوى الجميع تحت أقدام أسهم ماجد شوقي المُفضلة وليذهب حاملوا الأسهم المطرودة إلى الجحيم بأقواتهم وأقوات عائلاتهم وأبنائهم.
تحليلياً ولأن العامل النفسي هو من أهم عوامل التحليل الفني فلابد أن نذكر أن روح التوتر والقلق عادت إلى السوق بين أخبار أوراسكوم وتحركاته وبين قرارات الهيئة وسيفها البتار على أسهم الناس. وفي ظل التوتر العالمي وأزمة اليونان وإسبانيا والبرتغال سترتفع احتمالية تأثر أسواق الشرق الأوسط عموماً والسوق المصري خصوصاً وقبلها جميعاً. على الرغم من ذلك فلم تظهر أي مؤشرات تُرجح كسر EGX30 لدعمه القوي والهام عند 7400 بل إن التزام المؤشر اليوم بدعم قناته الصعيدة قصيرة الأجل عندما ارتد من عند 7416 يُشير إلى أن هذا الخط هو أقل ما سيستهدف المؤشر حيث أن التزامه بهذه القناة الصاعدة مرهون بعدم تخطي خط 7450 هبوطاً في جلسة الأحد وإلا تحرك لكسر 7400 .. والأرجح حتى الآن أن نبدأ جولة جديدة من التحسن خلال الأسبوع القادم تتراوح بين التعريض والصعود الطفيف إلا إذا قرر أوراسكوم تليكوم غير ذلك. على مستوى EGX70 فمازال الوضع أقل استقراراً بعد أن فشل المؤشر اليوم في اختراق خط 720 صعوداً وهو ما يضعه تحت التهديد المستمر باستهداف 710 ثم 700 وفرصته الأخيرة لاختراق خط 720 في جلسة الأحد بإذن الله وهو احتمال متوازن مع احتمال التراجع والهبوط.