(تباينت آراء علماء الدين حول القرار الذى اصدرته لجنة السلامة فى الانشطة الزراعية الايطالية بإلزام المسلمين العاملين بالحقول بشرب الماء أثناء آداء عملهم لما يتعرضون له من اصابات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فمن العلماء من أكد على ان الدين يسر وان الله سبحانه اعطى المسلم رخصا من باب التيسير وعدم التضييق عليه خاصة فى رزقه ولذلك اجازوا افطاره للضرورة..اما الجانب الاخرمن علماء الدين فأكد انه ليس للرزق وطن وعلى المسلم ان يعود الى وطنه فالرزق بيد الله.. (فى البداية فضيلة الشيخ عبدالحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى بالازهرالشريف(سابقا) يشترط للانسان الذى يقيم ببلاد الكفرأن يكون آمنا على نفسه ودينه وأولاده فإن لم يكن آمنا على شئ هذة الاشياء فعليه ان يعود إلى داره ووطنه والارزاق بيد الله سبحانه وتعالى الذى لم يخلق دابة فى الارض الا وقسم لها رزقها وهو القائل عزوجل (وما من دابة فى الارض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) والصوم سر بين العبد وربه فلا يستطيع أحد أن يعلم عنه شيئا الا الله (استهل فضيلة الدكتور محمد رأفت عثمان كلامه بقوله تعالى(ان الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الارض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا, إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا, فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ) (سورة النساء) مشيرا الى ان العلماء اخذوا من هذا النص الكريم ان المسلم اذا لم يستطيع ان يؤدى فرائض دينه فى مكان بعيد عن وطنه وكان مجبرا على هذا فان عليه أن يهاجر إلى مكان آخر يستطيع فيه أن يؤدى شعائر دينه دون منع من أحد ..مكان ليس فيه اجبارا على معاداة امور الدين التى يجب التمسك بها والحفاظ عليها اينما وجد فعلى الذين يعملون فى دول اجنبية يجبرون فيها على منعهم من اداء شعائر دينهم ان يهاجروا منها وان لايكون كسب الرزق عندهم على حساب الدين (أضاف د.عثمان انه من الحماقة ان يبيع الانسان دينه بدنياه حتى ولو كانت النتيجة فقدان لفرصة عمل هى مصدر الرزق الوحيد لان بلاد الله تعالى واسعة وعلى الانسان ان يجتهد فى البحث عن مصدر للعيش. (يؤكد فضيلة الدكتورزكى عثمان استاذ الدعوة بجامعة الازهر ان على الانسان السعى من اجل الرزق بكل مايستطيع من قوة اما ان يفوت على نفسه اداء فريضة الصوم بحجة الضرورة باجباره على الافطارفهذا شئ غير مقبول وعليه ان لا يدع لهؤلاء المتربصون بالاسلام والمسلمين فرصة يحاولون من خلالها اضعافهم وتشتيتهم بإبعادهم عن أداء فريضة ينتظر العبد آدائها من عام الى عام .. (أوضح أن الرزق ليس فى جمع المال ولكنه فى يكشف الله عن الانسان ضر مسه أويبارك له فى ولد أنجبه أويصلح له فى حال زوجه أويبارك له فى القليل (يرى فضيلة الشيخ فرحات المنجى من علماء الازهر الشريف ان الله سبحانه وتعالى اعطى للمسلم رخصا من باب التيسيرالذى تنادى به الشريعه الاسلامية ومنها ان يقوم المسلم الغير قادر على اداء فريضة الصوم بادائها بعدانقضاء الشهر الكريم عندالقدرة فالله سبحانه وتعالى لم يفرض على المسلمين فريضة تميته وتودى بحياته.واذااصرصاحب العمل على اجبارالمسلم على الافطار فى نهار رمضان فيجوز له ان يفطرلعدم مقدرته على التضحية بمصدر رزقه وعليه أن يرجع الى قول الله تبارك وتعالى (..فمن كان منكم مريضا أوعلى سفرفعدة من الأيام أخر..) (يشاركه الرأى فضيلة الدكتور سالم عبد الجليل مدير عام الدعوة بوزارة الاوقاف مؤكدا ان هناك قاعدة فقهية تقول (الضرورات تبيح المحظورات) فعلى المرغم ان يتبع هذة القاعدة تخفيفا عليه فالصلاة نفسها تخفف عند الضرورة ولذلك ليس على المسلم حرج فى ان يقضى ما فاته من اداء الفريضة بعد انقضاءشهر رمضان حتى لا يتعرض لقطع عيشه.