ما كنت أريد الخوض فى السيرة أو المسيرة الوزارية ل "فاروق حسنى" أقدم مستوزر فى مصر وربما على وجه البسيطة على الأقل فى الدول التى نعرف أن فيها وزراء ووزرات. كنت سأكتفى بما كتبت أمس عن ربط التغيير الوزارى القادم بمنصب اليونسكو الذى يأمل نظامنا وحكومتنا والأهل والأحباب والمنتفعين فى فوز السيد حسنى به ليتم المراد من رب العباد لولا تعليق على المقال أستفزنى عندما سأل صاحبه حزينا على ثقافة مصر خلال مدة تولى فاروق حسنى لمسئوليته عنها؟ هذا السؤال الذى كان يتفجر دائما مع كل تغيير وزارى يبقى بعده حسنى على مقعده ومع كل أزمة يفجرها الوزير الذى يتجاوز كثيرا الحدود ما بين قناعاته الشخصية وأرائه الخاصة ومقتضيات منصبه السياسى.. كل مرة وكل أزمة كان السؤال يتفجر: لماذا يبقى فاروق حسنى؟! من الذى يدعمه؟! وماذا قدم للثقافة حتى يبقى 22 عاماً راكبا صدر الثقافة المصرية؟ .. ربما أجاب فاروق حسنى عن هذه الأسئلة من قبل ولا ضير أن نشير إلى ما قاله دفاعاً عن طول بقائه, وهو يرى أن إنجازاته تقاس بالكم ونحن نسأله عن الكيف.. عن الإنسان المصرى ماذا يفيده أن تنشأ له أكبر متحف للحضارة ولا يعرف أسم أول رئيس للجمهورية بعد الثورة؟! ماذا يفيده أن تدعوه للإحتفال بمرور 200 عام على الحملة الفرنسية على مصر بحجة أنها جاءت بالمطبعة وتغفل الجرائم والإنتهاكات الشنيعة التى ارتكبها جنود الحملة من أول اغتصاب نساء مصر وإلى دخول الأزهر بالخيول.. هل تعرف الأزهر يا سيادة الوزير؟ ماذا يفيد أن ترى كل من يعترض على وجهة نظر سعادتك فى الحجاب إنه صاحب فكر ظلامى؟!، أو إنك ترى أن الحوار بين الحضارات لا يستقيم إلا بعد خلع النساء لغطاء الرأس (يا ليتنا نكتفى بخلع رداء الرأس فقط). لقد أنجز الوزير فى المبانى لا شك فى ذلك، لكنه فشل فشلا ذريعا فى المعانى, ومنذ 22 عاماً أختاره النظام وزيرا للثقافة ليس لإن هامته أو قامته أطول من قامة القيمة عبد الرحمن الشرقاوى الذى كان يستحقه المنصب فى هذا التاريخ, ولكن لأن معايير الإختيار تخضع لأمور أخرى.. وهذا أمر شرحه يطول.