- الجامعة العربية مؤسسة بدون صلاحيات وأمينها لا يستطيع اتخاذ أي قرار - علي الدول العربية استغلال الخلاف بين أمريكا وتل أبيب - إسرائيل غير جادة في عملية السلام و"الجامعة العربية" غير قادرة علي تحقيق أهدافها - العرب مطالبين بالضغط على "حماس" للتوقيع على المصالحة أكد الدكتور بركات الفرا السفير الفلسطيني في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في حواره ل"مصر الجديدة" على أن إسرائيل ليست جادة في عملية السلام وأن العرب استطاعوا إحراجها أمام دول العالم والأمم المتحدة، وطالب بزيادة الضغوط الدولية عليها اقتصاديًا وسياسيًا، واستبعد فكرة ضرب إسرائيل عسكريًا، مؤكدا على أن الجامعة العربية بهيكلها الحالي مؤسسة بدون صلاحيات ولا تستطيع اتخاذ أي قرار وتحقيق الأهداف التي أنشئت من اجلها.. وفيما يلي نص الحوار: * هل شعرت بالتجاوب من القادة العرب في دعم القدس أثناء القمة العربية؟ ** كان هناك تجاوب كبير جدًا مع خطاب الرئيس محمود عباس عندما تحدث عن القدس بشكل مباشر، وكان هناك إجماع عربي على أهمية دعم المدينة المقدسة ذات الوضع الخاص لدى المسلمين والمسيحيين، بالتالي لا يستطيع أحد لا من القادة العرب أو من غيرهم إلا أن يكونوا مع القدس. والتوجه الآن منصبّ نحو حماية القدس من المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تهويد المدينة وهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكل ما يسمى الهيكل الثالث، وبناء هيكل الخراب أو معبد الخراب. * وما الذي قدمه الجانب الأمريكي لدعم عملية السلام؟ ** نحن نعرف جيدًا أن إسرائيل غير جادة في عملية السلام، ومن ثم الموقف العربي أحرج إسرائيل وعراها أمام العالم كله، وفي نفس الوقت جعلنا أمريكا تأخذ مواقف لأول مرة تأخذها مع إسرائيل.. والإدانات التي تمت من قبل الولاياتالمتحدة غير مسبوقة، فعندما يقوم نائب الرئيس الأمريكي "بايدن" وهو من أكبر أصدقاء إسرائيل في أمريكا بالتنديد بقرار الحكومة الإسرائيلية ببناء 1600 وحدة استيطانية بالقدس، نعتبره أمر جديد، وأعتقد أن هناك موقف متضارب في وجهات النظر بين أمريكا وإسرائيل، لكنه لا يصل لدرجة الخلاف، ونحن كعرب علينا أن تطور هذا الموقف ونبني عليه. * هل تعتقد وجود مطلب عربي من المجتمع الدولي بمعاقبة إسرائيل أو ضربها عسكريًا؟ ** نحن نذهب للأمم المتحدة ونطلب من مجلس الأمن إرضاخ إسرائيل للشرعية الدولية لكن الوضع مختلف بالنسبة لإسرائيل، من يضرب إسرائيل؟ هذا غير متصور وغير وارد، ولكن نطالب بزيادة الضغوط عليها.. وأقول: لو الإتحاد الأوروبي لوح بممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل على سبيل المثال، اتخاذ الإتحاد الأوروبي قرار بمنع استيراد كل المنتجات التي يتم إنتاجها في المستوطنات، فهذا موقف جيد، ونأمل في أن يكون أكبر، والولاياتالمتحدةالأمريكية نأمل أن تتخذ مواقف أقوى ضد إسرائيل، لكن نحن نعرف في النهاية أنه لا أحد سيضرب إسرائيل، والعلاقة بين أمريكا وإسرائيل إستراتيجية. * هل ترون أن التفكير في إعادة هيكلة الجامعة بما يسمى الاتحاد العربي سيشتت التركيز العربي عن قضايا مهمة مثل القضية الفلسطينية؟ ** لا يوجد علاقة بين الاثنين وتطوير الجامعة العربية ليست مجرد كلمة والسؤال هنا: كيف سنطورها ومن أي ناحية هل إداريًا أو سياسيًا؟ فلابد أن تكون المعالم واضحة، وعملية التطوير تحتاج لجهد كبير جدًا، وتبدأ أولاً بأن تكون لدى الدول العربية قناعة بذلك، لأن هذه الهيكلة الحالية غير قادرة على تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية، وبالتالي فنحن في حاجة إلى عمليات تطوير وتحديث للجامعة بحيث تكون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف،هذا الكلام طبعًا اعتبره منطقيا، وهذا يحتاج إلى اتفاق من الدول العربية لأن الجامعة العربية هي انعكاس للدول صاحبة القرار، وهي مؤسسة ليس لها أي صلاحية في اتخاذ قرار، ومن ثم لا يقع اللوم على الجامعة العربية كمؤسسة. * وفي أي جانب يكون تطوير الجامعة العربية؟ ** أرى أن الأداء السياسي يفترض أن يكون أكثر قوة مما هو عليه الآن بكثير، والتطوير والتحديث مطلوب إداريًا وفنيًا لأن لديك قضايا فنية كبيرة غير السياسية مثل قضية التكامل الاقتصادي العربي، ما الذي قدمته من حلول كمؤسسة وجامعة عربية لقضايا الاقتصاد ومشاكل العالم العربي، وماذا قدمت للدول النامية؟ وماذا تقدم بالنسبة للمشاكل بين دولتين عربيتين أو دولة عربية مع أجنبية؟ هذا الكلام الذي نتحدث في تطويره نسعى لأن يكون للجامعة دور كبير فيه تكون قادرة على حله. * كيف تنظرون لفكرة تدوير منصب الأمين العام؟ أنا شخصيا لست مع ذلك.. لكن في النهاية ما يراه القادة لا نملك إلا أن ننصاع لإرادتهم، لكن ما الحاجة لتغيير الأمين العام وهو منذ أنشئت من مصر، والفترة الوحيدة التي كان فيها الأمين العام ليس من مصر عندما نقلت الجامعة إلى تونس، وكان تونسيًا، أي من دولة المقر.. ومقر الجامعة العربية الآن في مصر، وبالتالي فالأمين العام نرى أن يكون مصريًا. *هل تحدث القادة العرب عن المصالحة العربية في القمة؟ ** القمة لم يكن ملف المصالحة مطروح عليها، ولكن نطالب الدول العربية بأن تدعم الجهود المصرية بشكل جيد لأن هذه القضية الكبيرة والإشكالية أصابتنا في مقتل كشعب فلسطيني والمستفيد منها إسرائيل، لذا نطالب بأن تضغط الدول العربية على حركة "حماس" لتوقع على الورقة المصرية في أقرب وقت ممكن.