"إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما بال جندي معه أعتى الأسلحة يشعر بالظلم علينا أن نحاسب أنفسنا ولتكن وقفة صراحة بدون تواكل، هل نحن وطن قوي؟ وهل نحن أمة قوية ولماذا؟ سألني أحد أبنائي هل نحن أقوى أم إسرائيل؟ وكنت أشاهد محاكمة نجل رئيس الوزراء السابق شارون وكان الجواب الآن إسرائيل أقوى بسبب العدل، نحن نحتاج إلى التأمل في معنى"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" أعجبني قيام أحد البرامج الفضائية بتبني حملة ضد الرشوة والمحسوبية ولكن خاب أملي بسبب انكسار الحملة وتوقفها، وكنت أتمنى أن تتحد كل الفضائيات على قلب رجل واحد ولكن هيهات . يلوح من بعيد بريق الأمل في معدن هذا الشعب ليخرج منه أبناء أقوياء بالعدل شعرت بهذا عندما كنت يوماً بمحكمة مدينة نصر أمام أحد شباب القضاء مستشار علاء بهجت رجل حازم ولين القلب، له أنياب قوية ضد الظلم لصالح الحق، ذو بصيرة ثاقبة وفقه قانوني من الصعب خداعه أو مداهنته. صالت الدولة الإسلامية وعلا شأنها بالعدل، وفي التاريخ الحديث في حرب أكتوبر 1973 كان يرأس مصر رجل استشهد أخوه في معركة العبور وأيضاً تمت محاكمة شقيقه الآخر والحكم عليه في حياته محمد أنور السادات، وهذا سر الانتصار والقوة. وفي حرب إسرائيل ضد حزب الله انهزم اليهود أمام حزب الله بسبب أن رئيس وزرائهم إيهود أولمرت يحاكم الآن على أفعال ارتكبها أثناء توليه الحكم والسلطة على ظلمه. وبالذهاب إلى دول الغرب نجد مثلاً الرئيس الأمريكي بيل كلينتون يحاكم أثناء توليه الرئاسة بسبب سوء سلوك مع سكرتيرة تدعى "مونيكا" لهذا أمريكا دولة تقوى من ضعفها بالعدل . أدعو الله أن يكون أبناء الأمة أقوياء بالحق وللحق حتى تكون قوتنا عدل ليكون عدلنا قوة.