تخوفات كثيرة يبديها مزارعو زهور القطف في ظل تباطؤ حركة الاستيراد وركود ملحوظ في الصادرات ويبرر خبراء اقتصاديون هذا الركود برغبات الطبقات الغنية والارستقراطية التي مازالت تسيطر علي عقولها عقدة الخواجة ولاتنوي تشجيع المنتج المحلي وللاسف فإن معظم باعة الزهور انساقوا وراء مطالبهم لهثا وراء المكسب السريع وتناسوا واجبهم الوطني في تشجيع الزهور المحلية حيث تتميز مثل هذه الزراعات باستيعابها عمالة كثيفة تساهم في حل مشكلة البطالة بين الشباب. فهولاندا التي يخيم علي مناخها موجات الصقيع معظم فصول العام تقريبا خلقت من امكاناتها العلمية ان تكون صاحبة اكبر بورصة لزهور القطف علي مستوي العالم حيث يصل حجم صادراتها سنويا عشرة مليارات دولار وتصدر لجميع دول العالم اكثر من400 نوع من الزهور مغلفة ومعالجة بأحدث التكنولوجيا التي تمكنها من تحمل ظروف المناخ المختلفة لفترات تصل الي3 أسابيع وهي تتمتع بنضارتها وجمالها البديع.. أما في مصر فالمستورد مازال يتربع علي العرش. ويؤكد الدكتور أحمد هاشم استاذ تربية وانتاج الزهور بزراعة عين شمس أن المسئولية تقع علي عاتق المستوردين واصحاب المشاتل الذين يلهثون وراء الربحية العالية بعيدا عن المصالح الوطنية فالمعروف ان انتاج الزهور يساعد في استيعاب عمالة كثيفة ويطالب في ذات الوقت باستيراد البذور ذات الجودة العالية بحيث لو احسن استغلال الظروف المتاحة من مناخ وتربة ومياه ستكون الانتاجية مرتفعة مشيرا الي ان الابحاث كثيرة في كليات الزراعة وجاهزة لتقديم نتائجها للمنتجين مجانا لكن المستوردين والمنتجين وبائعي الزهور يختصرون الطريق والمجهود ويفضلون المستورد ليتحمل العبء في النهاية المستهلك الذي يشتري الزهور بأسعار مرتفعة. ويري الدكتور هشام عبد الرءوف خبير انتاج الزهور بأن باعة الزهور رفعوا الاسعار بشكل خيالي في السنوات الاخيرة حيث يباع البوكيه ب50 جنيها وهو أدني سعر أما الزبون الفقير الذي كان يشتري البوكيه ب15 أو25 جنيها فقد انزوي بعيدا خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاقتصاد المصري وما يصاحبها من انخفاض للقوة الشرائية وهؤلاء يمثلون الاغلبية من المشترين, إضافة الي ان عملية اقتناء الزهور ليست عادة منتشرة في البيئة المصرية لانها يجب ان ترتبط بعملية التنشئة الاجتماعية والتعليمية للطفل منذ نعومة أظافره أو حتي علي الاقل عند التحاقه بمرحلة الروضة مشيرا الي ان حجم انتاجنا من الزهور50 مليون جنيه وان صادراتنا لم تزد علي30 مليونا رغم ان مصر دولة يتوافر فيها المناخ والتربة الصالحة لانتاج الزهور وبالمقارنة بدولة كهولندا معظم فصول السنة فيها ثلجية نجد ان حجم صادراتها من الزهور يتعدي ال10 مليارات دولار ومعظم هذه الزهور مستوردة من الخارج فهي دولة منتجة لكن ليس بكميات كبيرة ونظرا لان الزهور سريعة التلف فهولندا أنفقت4 مليارات دولار علي الابحاث الخاصة بزيادة عمر الزهرة. ويشير إلي أن بعض اصحاب المشاتل يستعين بخبراء أجانب من خارج مصر يقومون بزراعة البذور والابصال للانواع المستوردة النادرة ويشترطون علي اصحاب هذه المشاتل الاحتفاظ بسر زراعة هذه الانواع بل ويشترطون عليهم عدم الاستعانة بالخبراء المصريين كالانواع التي تحتاج الي رطوبة عالية مثل الاوركيد وبعض انواع من الانتوريوم والليليوم وهذه الانواع تجود زراعتها في جنوب شرق آسيا وهذه الزهور معروف عنها ارتفاع سعرها حيث يصل سعر الزهرة الي30 جنيها مشيرا الي ان مصر تتمتع بزراعة الورد وعصفور الجنة علي مدار العام تقريبا وهما من الانواع النادرة عالميا رغم التكلفة المرتفعة للفدان التي تصل الي500 ألف جنيه.