نافعة: الأحزاب المصرية مليئة بالإمراض وتاريخها ملوث والشارع "كفر" بها العشري:قادة الأحزاب مشغولين بتوزيع مغانم النظام والهجوم علي الإصلاح الشوبكي:"الأحزاب"نشأت بقرار من الدولة ولي بإرادة شعبية اتفق المشاركون في مؤتمر ائتلاف الأحزاب الأربعة الأخير وهي "الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديمقراطية" على أشياء لن تحدث في مصر نهائيا وحدوثها مثلا يتطلب وقتا طويلا ودراسات وأبحاث ، لدرجة جعلت رجل الشارع العادي ينظر إلى هذه التجمعات علي أنها هلامية وتعطي تأشيرة مرور للوريث وللوطني، فالمجتمعون اتفقوا علي ضرورة تعديل الدستور وبخاصة تعديل المواد 76 و 77 من الدستور واللتين تمنعان وصول ترشيح أي منافس للحزب الوطني في انتخابات الرئاسة من خارج الأحزاب الرسمية التي لها تمثيل في مجلس الشعب كما تعطي الحق لرئيس الجمهورية أن يترشح في الانتخابات الرئاسية أي عدد من المرات وهو ما تتفق معه المعارضة غير الرسمية المتمثلة في الجمعية الوطنية للتغيير التي شكلها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تضم في ثناياها اغلب القوى الوطنية إن لم يكن جميعها التي خرجت على الأحزاب الرسمية. كما أعلنت الأحزاب أيضًا في توصيات المؤتمر أنها تنوي النزول إلى الشارع وحشده عن طريق اعتصامات ومظاهرات للضغط على النظام لتغيير الدستور وهو ما تؤيده أيضا الجمعية الوطنية للتغيير.. وعلى الرغم من اتفاق الجانبين على أطر عامة للإصلاح إلا أن كل منهما يريد أن يحتوي الآخر ويرفض الاعتراف به .. وكل هذا لن يحدث بالطبع وسوف نري توريث وتزوير ونرفع شعار "لا للبراد عي". " مصر الجديدة " رصدت آراء المحللين السياسيين حول فشل المؤتمر والخروج بتوصيات هلامية. أكد الدكتور حسن نافعة - منسق الحملة المصرية ضد التوريث أن ما أكده الائتلاف من خلال الأوراق المقدمة والمناقشات التي جرت عليه هي نفسها ما انتهت إليه الجمعية الوطنية للتغيير ولذلك يطالبها نافعة بالانضمام إلى الجمعية الوطنية للتغيير، وقال: إن الأحزاب المصرية ملئية بالأمراض وتاريخها ملوث بالتحالف وعقد الصفقات مع النظام الحاكم مستهزئا بما أعلنته الأحزاب من أنها تنوي النزول إلى الشارع قائلا : منذ متى وهذه الأحزاب تنزل إلى الشارع إلا بإذن الأمن؟ إن فكرت أصلا في النزول، فكيف تحولت فجأة عن سياستها وأعلنت أنها تنوي العمل من خلال الشارع الذي كفر بها أصلا، وانصرف عنها لدرجة انه لم يعد يعرف أسماءها من الأساس. وأضاف" نافعة "إن ما يحدث من معارضة للنظام من قبل هذه الأحزاب لا يعدو إلا كونه ديكورا سياسيا صممه النظام على طريقته الخاصة لكي يصبح معارضًا على الطريقة التي يريدها النظام والتي تضمن تكريس استبداد الحزب الوطني بالحكم إلى مالا نهاية وفي المقابل تحصل هذه الأحزاب على فتات من المجالس الشعبية والمحلية وبعض الأشياء التي يعلمها جيدا رؤساء هذه الأحزاب أثناء انتخابات مجلس الشعب والشورى محذرا من أن الجمعية الوطنية للتغيير ستفضح هذه الأحزاب إن استمرت على نهجها. وقال حسين عبد الرازق - القيادي بحزب التجمع: انه إذا كان مطالبنا كمعارضة واحدة فلماذا نتشر ذم ولا نتحد تحت راية ائتلاف الأحزاب فهي الراية الأصيلة وهي صاحبة التاريخ المتجذر في هذه الأرض وفي مشاكلها وإذا كان أعضاء الجمعية جادين في إنهم يريدوا الإصلاح والوحدة فلماذا لا يأتو إلينا. ويرى فاروق عشري- أمين التثقيف السابق بالحزب الناصري أن النظام الحاكم نجح في صنع معارضة مستأنسة تسمى بالأحزاب السياسية وهي أصلا ليست أحزاب لان الحزب الحقيقي يرتكز على مبادئ ومعتقدات امن بها أشخاص واتحدوا على تنفيذها، وهذا لا نراه أبدا في هذه الأحزاب التي انشغل قادتها في توزيع المغانم التي ينالوها من وراء التأييد غير المباشر للنظام على أنفسهم ونظير ذلك تقوم هذه الأحزاب بالهجوم على أي محاولة حقيقية للإصلاح داخل مصر وتقوم بإتباع أساليب غير أخلاقية للشوشرة والمستفيد في النهاية هو الاستبداد الذي رسمت خطوطه الحكومة الفاسدة بالتعاون مع الأحزاب التي ترى نفسها شرعية والتي لا تستمد شرعيتها إلا من تأييدها للنظام. ومن جانبه يرى الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن ما يحدث بين المعارضة ليس جديدًا فالنظام الحاكم رسم لها شكلا لا تتخطاه وهو 10% تقريبًا من التواجد في الشارع السياسي وبالتالي فهي غير مؤثرة وليس لها معنى ولن تستطيع أن تنفذ أي شيء مما أعلنت عنه خصوصًا ما أعلنه ائتلاف الأحزاب من انه سينزل إلى الشارع وسيقوم باضطرابات ومظاهرات والتي وصفها الشوبكي بأنها "مجرد مسايرة للموضة التي أبدعتها الحركات الاحتجاجية منذ عام 2005" ولكنها في النهاية غير حقيقية. وأضاف الشوبكي إن السبب في ذلك مشترك بين المعارضة والحكومة فالأحزاب الموجودة أنشئت بقرار من النظام وليس بإرادة شعبية حقيقية على الرغم من الرصيد التاريخي التي تمتلكه بعضها إلا إنها رضيت بما فرضه النظام وجعله متاحا أمامها ولم تنتزع حقها في التواجد والمشاركة. أما عن التراشق بين طرفي المعارضة في مصر فيرى الشوبكي انه ليس جديد فهو عبارة عن مجموعة قديمة ترى أنها أحق بتولي زمام المعارضة في يدها وهذه المجموعة مدعومة من النظام وأخرى تراها فشلت في تحقيق أي شيء وأنها لابد أن تخلق واقع سياسي جديد وتهدم ما فات ويراها النظام خطر عليه إذا ما تحركت بالفعل واستطاعت أن تتواصل مع الشارع ولكنها إلى الآن مازالت محصورة داخل النخبة المثقفة.