رفعت السلطات العراقية الحظر المفروض على حركة السيارات الخاصة في وسط بغداد اليوم الأحد، بعد أقل من أربع ساعات من بدء الانتخابات البرلمانية التي شهدت عددًا من الهجمات بصواريخ وقنابل وقذائف "مورتر" سقط على إثرها حوالي 24 قتيلاً. ولم يقدم الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم الموسوي سببًا لرفع الحظر على السيارات الخاصة والذي كان فرض لحماية مراكز الاقتراع من أي هجمات بقنابل، لكن الحظر ما زال ساريًا على الحافلات والشاحنات، وبدأت مكاتب الاقتراع عملها في الساعة السابعة في جميع مراكز الاقتراع في البلاد في ظلّ إجراءات أمنية مشددة بمشاركة مئات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة. ودعا حوالي 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبًا لمدة أربع سنوات سيغادر خلالها 95 ألف جندي أمريكي بشكل نهائي العراق بعد تسعة أعوام من الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين. وفي المركز الانتخابي في مدرسة عمر المختار في منطقة الصالحية في وسط بغداد، كانت أعداد الناخبين قليلة في الصباح الباكر. وذكرت مصادر أمنية عراقية أن 24 شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب حوالي سبعين آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات وسقوط صواريخ وقذائف. وأضافت أن "ما لا يقل عن 12 قتيلاً سقطوا وأصيب عشرة آخرون إثر انهيار مبنى جراء انفجار استهدف مبنى سكنيًا في حي "اور" صباح اليوم". وكان مصدر أمني عراقي أعلن في وقت سابق عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين في انفجار في مبنى سكني في حي "اور" شمال شرق بغداد. وأكّدت المصادر عدم وجود أي مركز انتخابي قرب مكان التفجير، مشيرة إلى أن الانهيار ناجم عن استخدام مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار. كما أكّدت المصادر ذاتها أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بجروح بانهيار مبنى سكني جراء عملية تفجير مماثلة في نقطة الشرطة الرابعة عند تقاطع حي العامل، لافتة إلى أنه لا يوجد أي مركز انتخابي قرب المكان. وفي منطقة الحرية شمال غرب بغداد أسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل أو جرح ستة آخرين، وفقًا للمصادر. وفي حي الخضراء غرب بغداد، أدّى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين. وفي حي الجهاد (غرب) أدّى انفجار عبوة ناسفة قرب إحدى المدارس إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. كما أصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار آخر. و سقط أكثر من خمسين قذيفة هاون في بغداد وضواحيها فضلاً عن الانفجارات. من جهته، قال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا: إن أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب 18 آخرون جراء هجمات إرهابية في مناطق مختلفة من بغداد". وقال رئيس الوزراء نوري المالكي للصحفيين ردًا على الانفجارات: إن "هذه الخروقات مجرد أصوات لتخويف المواطنين لكن الشعب العراقي سيتحدى ذلك، سترون أنّ هذه الأصوات لن تؤثر على معنويات العراقيين". وأضاف: "أدعو كل المخلصين للمشاركة في الانتخابات لاختيار من يمثلهم". وأجاب ردًّا على سؤال حول التصويت الخاص في الخارج "كان جيدا رغم المتاعب". وكان تنظيم القاعدة في العراق أعلن الجمعة فرض "حظر التجول" الأحد في جميع أنحاء البلاد لمنع إجراء الانتخابات. وحذر من يخرق حظر التجول هذا بأنه "يعرض نفسه والعياذ بالله لغضب الله ولكل صنوف أسلحة المجاهدين". ونددت القاعدة في رسالتها "باحتلال الصليبيين والرافضة" للعراق. يذكر أنه من المقرر أن تغلق مكاتب الاقتراع أبوابها في الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي، ويتوقع أن تكرس هذه الانتخابات التي تأتي بعد أربعة أعوام من أعمال عنف طائفية أودت بعشرات الآلاف، الهيمنة السياسية للشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق. كما سيشارك العرب السُّنة بكثافة في الانتخابات بعد أن قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات العام 2005. ويخوض الانتخابات 6281 مرشحًا بينهم 1801 امرأة موزعين ضمن 12 ائتلافًا كبيرًا وكيانات أخرى. والقوائم الأوفر حظًا هي ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ذات الاتجاهات الشيعية، و"الكتلة العراقية العلمانية" بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. ويدور الخلاف الأساسي بين هذه الائتلافات حول مسألة اجتثاث البعث التي احتلت مساحة واسعة في الحملة الانتخابية مع إقصاء 511 مرشحًا بتهمة الانتماء إلى الحزب المحظور دستوريًا، فضلًا عن اختلاف المنابع الفكرية بين الطرفين.