يحاول مغتصبو الأرض الفلسطينية صناعة تاريخ خاص بهم، فاختاروا التعدي على ثقافة فلسطين وأرضها. وآخر الادعاءات المتكررة على الحضارات العربية مقال نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، دعت فيه الكاتبة الإسرائيلية أنجيل غريس كل يهودي إلى أن يسأل نفسه: ماذا يفعل ليثبت حقه التاريخي؟ مجيبة في الوقت نفسه «إننا نحن بناة الأهرامات»! في هذا السياق عبر أمين عام المجلس الأعلى للآثار د. زاهي حواس انزعاجه مما تنشره الصحف الإسرائيلية، خصوصاً «معاريف»، حول بناة الإهرامات، وعلّق بأن الإسرائيليين لا صلة لهم ببناء الأهرامات، لذا دأبوا على تزييف التاريخ. كذلك أوضح حواس أن بعض الباحثين الإسرائيليين قال إن المصريين ليسوا فراعنة، وأنا أرد عليهم بأن معظم الشعب المصري مسلم يتحدث العربية، لكن طبيعتنا وعاداتنا المصرية الفرعونية الخالصة التي تعيش معنا حتى الآن هي أبرز دليل على الادعاءات الكاذبة. أما البرفسور الإسرائيلي زائيف هسلوج (أستاذ علم الآثار الدولي الإسرائيلي) فاشتغل في الحفريات مع فريق كبير من العلماء، ونشر نتيجة أبحاثه في جريدة «هآرتس» الإسرائيلية، جاء فيها: «حاولنا أن نتتبع موارد التاريخ كافة حول بعض الأمور مثل مطاردة الفرعون المصري لليهود، ونزول التوراة على موسى، ومملكة الهيكل السليماني المزعوم... لكننا لم نجد لها أي أثر يدلّ على صدقها». أضاف: «لا يصلح التوراة كتاباً لتاريخ اليهود، فالمدرسة الأثرية نفسها في إسرائيل لم تعد تعترف به كمرجع لها... إن لم نكن نحن فأغلب الظن أننا كنا قبائل تعيش على الساحل، ثم صعدت من أماكن عدة إلى منطقة القدس، نحن قبائل سامية جاءت من قبائل وأماكن مختلفة».