صورة أرشيفية لبطرس باشا غالى فى إطار مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، انتهت مكتبة الإسكندرية من توثيق حياة بطرس باشا غالى بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لاغتياله، كما انتهى فريق عمل ذاكرة مصر المعاصرة من توثيق وأرشفة مقتنيات العائلة البطرسية من وثائق وصور وكتب وأوسمة ونياشين، وذلك بعد ست سنوات من العمل الجاد وبالتعاون مع العائلة وعلى رأسهم الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية، والمهندس واصف غالي. وصرح الدكتور خالد عزب، المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، بأن المكتبة ستقوم بإصدار كتالوج مصور بعنوان "العائلة البطرسية.. سيرة عائلة قبطية" يؤرخ للعائلة وأفرادها ودورهم فى تاريخ مصر، كما ستقيم معرض بمكتبة الإسكندرية يتضمن مقتنيات العائلة ومنها النياشين والأوسمة والوثائق النادرة الخاصة ببطرس باشا غالى والتى تعرض لأول مرة، ومنها: وثائق قضية دنشواي، ووثائق تهجير اليهود إلى سيناء، والتى وقف أمامها بطرس باشا غالى كحجر عثر. يذكر أن العائلة البطرسية أو عائلة "بطرس باشا غالى" واحدة من أهم العائلات المصرية عامة والقبطية خاصة التى أثرت فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر بدءًا من مؤسسها غالى بك نيروز، ثم ابنيه أمين باشا غالي، وبطرس باشا غالى الذى وصل إلى منصب رئاسة الوزراء كأول مصرى يصل إلى هذا المنصب. وأوضح عزب أن من سبقوه لهذا المنصب كانوا إما من الأتراك أو اليونان أو الأرمن مثل نوبار باشا وغيره، كما أنه كان أول قبطى يتولى هذا المنصب، وارتبط تاريخه بالعديد من المنعطفات التاريخية فى تاريخ مصر مثل توقيع اتفاقية السودان ومشكلة ترسيم حدود مصر الشرقية المعروفة بقضية طابا وحادثة دنشواى وتمديد امتياز قناة السويس. وأضاف: أن فترة رئاسته شهدت إصدار قانون علنية جلسات مجلس شورى القوانين وإحياء قانون الرقابة على المطبوعات وافتتاح الجامعة المصرية، وكان أول من اصدر قرارا بمنح عطلة رسمية يوم رأس السنة الهجرية، كما كان له دوره المؤثر فى تاريخ الكنيسة المصرية، ثم ابنه نجيب باشا بطرس غالى الذى كان وزير فى وزارة عدلى باشا يكن عام 1921، وابنه واصف باشا بطرس غالى والذى كان أحد ابرز أعضاء الوفد المصرى وأحد السبعة الذين حكموا عليهم بالإعدام ضمن صفوف الوفد المصرى وذلك فى سبيل نيل مصر استقلالها، ووزير الخارجية المصرى البارز خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، والذى شارك فى مفاوضات سعد- ماكدونالد ومفاوضات النحاس- هندرسن وتوقيع معاهدة 1936 التى حصلت مصر بمقتضاها على استقلالها عن بريطانيا، وشارك فى توقيع اتفاق مونترو الذى انهى الامتيازات الأجنبية فى مصر وأول من رفع صوته رسميا بالدفاع عن القضية الفلسطينية فى عصبة الأمم عام 1937، وكان أيضا أديبا له العديد من الكتب من أهمها كتاب "تقاليد الفروسية عند العرب". وألمح عزب إلى أن العائلة قدمت العديد من الشخصيات مثل مريت بك نجيب غالي، مهندس العلاقات بين الكنيستين المصرية والأثيوبية خلال فترتى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، والذى حاول منع انفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة المصرية وكان له دور إنسانى كبير مساعدة الجالية المصرية فى أثيوبيا ومساعدة الأسرة الأثيوبية المالكة بعد الانقلاب العسكرية فى السبعينيات. وأشار إلى الدور الكبير الذى لعبه مريت بك فى مجال الآثار، حيث قام بتأسيس جمعية الآثار القبطية، ونظم العديد من المؤتمرات العلمية التى كانت مهمتها حفظ الآثار، والدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة والدبلوماسى المصرى المميز والذى شارك فى عودة الأرض المصرية المحتلة من جانب إسرائيل عبر مفاوضات السلام الشاقة خلال السبعينيات من القرن العشرين، والمهندس واصف يوسف غالى مستشار اليونسكو لحماية الآثار والمحافظة عليها، وأخيراً الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية الذى حصل على لقب أفضل وزير مالية فى الشرق الأوسط من مؤسسة اليورومنى الاقتصادية لعامين متتاليين والدكتورة الفخرية من جامعة أدنبرة.