رجل أعمال عربي يحاول بشتى الطرق الحصول على مساحة 100 ألف متر مربع عبارة عن حديقة عامة بإحدى المحافظات الحدودية، بعدما حصل في أوائل التسعينات على هذه المساحة من الأرض عن طريق التلاعب في الإدارة الهندسية وأملاك الدولة باستخراج خطاب مختوم بأن هذه الأرض ليست ملكا للدولة وأنها ملك لأحد أبناء المحافظة حتي يقوم بشرائها منه. وجاء أحد المحافظين السابقين وقام بسحب الأرض من المستثمر السعودي ومجازاة 7 من المهندسين والمسئولين بالإدارة الهندسية وأملاك الدولة وتحويلهم إلى النيابة العامة بتهمة بيع أراضي الدولة للغير والاستغلال السيئ للسلطات ونقل بعضهم خارج حدود المحافظة. وبرغم سطوة المستثمر العربي إلا أن المحافظ الجريء لم يخشه هو وعلاقاته الواسعة وقام ببناء حديقة كبيرة ومتطورة على أعلى المستويات بهذه الأرض, لتكون متنفسًا للمواطنين والأهالي ومزارًا سياحيا لهم. فما كان من المستثمر السعودي إلا اللجوء للقضاء الذي حكم بأحقية المحافظة في امتلاك الارض, فقام المستثمر العربي بالاستئناف عن طريق جيش من المحامين إلا أنه خسر القضية أيضا, وبالتالي أصبحت المحافظة المالك الوحيد لهذه الارض. لينتظر المستثمر العربي رحيل المحافظ والذي رحل بسرعة ليأتي المحافظ الجديد ويقوم المستثمر العربي بإغداق الهدايا عليه, ويبحث المحافظ عن مخرج قانوني لإعطاء المستثمر العربي أحقية الانتفاع بهذه الارض. وعندما رفضت الجهات المختصة تسليم الأرض للمستثمر بحكم أن الارض أصبحت متنفسا للمواطنين ولا يستطيع أحد امتلاكها واستثمارها- شكل المحافظ لجنة من عدد من المختصين والمقربين لإبداء رأي قانوني لعودة الأرض للمستثمر العربي، ومجاملة لسيادته رأت اللجنة أن تقوم المحافظة بطرح جزء من الأرض للاستثمار والباقي تظل كمتنفس للمواطنين. ويأتي المستثمر بصديق عربي له لاستثمار هذه المساحة حتى لا يكون هو في الصورة. و لكن المحافظ الجديد لم يمهله القدر لاستكمال مشروعه بتمليك صديقه المستثمر العربي قطعة الأرض فقد أطاح به القرار الجمهوري وتم إبعاده عن المحافظة قبل تنفيذ مخططه. المستثمر العربي لم ييأس فهو صاحب نفس طويل فقام بمحاولة استرضاء المحافظ الجديد وإغداقه بالهدايا إلا أن المحافظ الجديد أغلق الباب في وجهه ورفضه هو وهداياه . المستثمر العربي الآن يبحث عن حلول لإرجاع الأرض إلى أملاكه والتي انتشرت في هذه المحافظة بصورة كبيرة من مزرعة كبيرة للأبقار وأخرى للأغنام وكذلك مزرعة للأشجار المثمرة وعمارة سكنية علي أحدث الطرز المعمارية ومسجد كبير لزوم الشو الإعلامي والظهور بمظهر المتدين وجيش جرار من العاملين والمحامين والخدم و الطباخين و السائقين بالإضافة إلى زمرة من المعارف من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يسيل لعابهم من هداياه الفخمة لهم. المستثمر العربي ظن أنه فوق كل شيء و لكن المحافظ الجريد فطن للعبة وأغلق كل الطرق, ليبقى هناك ناس شرفاء من تلك البلد الطيبة لا يستطيع احد شراءهم بأموال الدنيا وإن كان الشاري من أغني دولة عربية ومقرب من الأسرة الحاكمة ، ولتظل مصر فوق الجميع.