بعد المقدمات شديدة الأثارة , على طريقة أنه فجر مفاجأة من العيار الثقيل .قال الأدريس على ردا على سؤال من أحمد جاد . لجريدة "الجريدة الكويتية" عن ترجمة الكتب العبرية إلى عربية قال " لافض فوه ومات حاسدوه ". المفرود أن نعرف أعدائنا . لذا لا أرفض ترجمة الكتب العبرية , إلى هنا أنتهت إجابت السؤال . ولكن الأدريسى يضيف من عندياته : حتى أننى أنصح بأن نتبادل الزيارات الثقافية ونسافر أيضا لكى نتعرف إلى كيفية تفكير شعبها ونتمكن من التعامل معه بشكل صحيح . أضاف إلى ذلك أنه طالما هناك تطبيعا سياسيا لا مانع من التطبيع الثقافى . ثمة كلام اخر فى نفس الحديث عن خمس محاولات للأنتحار قام بها إدريس على ونجا منها . لأنه كان يعمل على وظيفة دنيا فى أحد شركات " المقاولون العرب" ورؤساؤه كانو يحقدون عليه . لأنه أكثر شهرة منهم . وتنشر صوره فى الصحف والمجلات . وهم محرمون من هذا . إيضا من هموم الادريسى انه يبلغ السبعين من عمره العام القادم . ومع هذا يشعر فى قرارة نفسه أنه لم يلقى التكريم الذى يستحقه . ففى حين ان يستحق –عن جدارة –جائزة الدولة التقديرية فى الادب . لم يحصل على جائزة التفوق . برغم أنه مرشح لها منذ أربع سنوات متصلة . لإدريسى على رويات : دنقلة . ألأنفجار جمجمة .التى تمثل ذروة إبداعه الروائى وروايات : تاحت خط الفقر . مشهد من قلب الجحيم اللعب فوق خيال النوبة . التى يمكن تحويلها إلى فيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى . يلقى الكثير من الرواج فى حالة عرضة ., على ان حديث إدريس على بمرارته وأحزانه . يستحق منا أن نتوقف. وأقول له إن الجوائز ليست كل ما فى حيات الكاتب . إنها مهمة . ولكنها ليس ليس محروما منها حرمانا تاما . فقد سبق أن حصل على ثلاث جوائز واحدة عالمية. مع أننى لا احب كلمة العالمية هذا بعد أن ابتذلت من أساءة استخدامتها عندنا . وأصبحة مثل القرش الممسوح من كثرة التمسح فيها . على أن مشكلة المبدعين فى مصر الان تتعدى مسئلة الجوائز . إن ما يعانى منه إدريس . ويلقاه معظم المبدعين هو غياب المجتمع المصر الحاضن لمواهب أبنائه . وتبخر الرؤية المصرية التى كانت ترى المثقفين المصرين هم قوة مصر الباقية ورصيدها الذى لم ينفذ بعد.