اعلن ممثلو البلدان المجاورة لافغانستان وتركيا الثلاثاء في اسطنبول عن دعم "عملية المصالحة الوطنية" مع طالبان التي يروج لها الرئيس الافغاني حميد كرزاي. واكد المجتمعون في اعلان مشترك في ختام قمة مصغرة حول افغانستان "ندعم عملية المصالحة والدمج الوطنية الافغانية عملا بالدستور الافغاني باشراف وتطبيق افغاني". ومن المقرر ان يعلن كرزاي خلال المؤتمر الدولي حول افغانستان، الذي سيعقد الخميس في لندن، عن مشروع متكامل يهدف خصوصا لتحقيق المصالحة مع عناصر حركة طالبان من غير المنضوين تحت لواء منظمات مثل القاعدة. وقال كرزاي للصحافيين في اسطنبول "ان عناصر طالبان غير المنتمين الى شبكة ارهابية على غرار القاعدة هم ابناء الارض الافغانية، ويعدون بالالاف، وينبغي اعادة دمجهم". وفي نهاية القمة الثلاثية التي عقدها كرزاي الاثنين مع نظيريه التركي عبد الله غول والباكستاني آصف علي زرداري قدم الرئيس الافغاني مثالا على سياسة اليد المفتوحة معلنا انه سيطلب سحب بعض الاسماء من لائحة عناصر طالبان الذين ستفرض الاممالمتحدة عليهم عقوبات. وقال كرزاي "سادلي بتصريح في المؤتمر في لندن اطلب فيه شطب اسماء طالبان من قائمة الاممالمتحدة للعقوبات". وانشأت الاممالمتحدة عام 1999 "لجنة العقوبات على القاعدة وطالبان" الموكلة وضع لائحة بالاشخاص والكيانات المرتبطة بالقاعدة واسامة بن لادن وحركة طالبان الذين قد تجمد ممتلكاتهم ويخضعون لحظر السفر. ولم يستبعد البيت الابيض الاثنين تلبية طلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي بشطب اسماء عناصر من طالبان من لائحة الاممالمتحدة للعقوبات. ولم يعقب المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس على اقتراح كرزاي بالتفصيل، لكنه قال ان واشنطن منفتحة "على انتهاج مسار مشابه لما حدث في العراق ... على اساس انه ايا كان هذا عليه ان يوافق على الدستور الافغاني وينبذ العنف ويعلن انفصاله عن المجموعات المناصرة للعنف". الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري متحدثا الى الصحافيين الاثنين في اسطنبول (مصطفى اوزير / ) وذهب المبعوث الاميركي الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك ابعد من ذلك ليؤكد ان القوى العظمى ستدعم خطة كرزاي شرط ابتعاد عناصر طالبان عن القاعدة. وقال هولبروك ان "برنامج اعادة الدمج الذي اعلنه الرئيس كرزاي وسيدعمه المجتمع الدولي هو فرصة للذين يقاتلون على مستوى القيادات المحلية لوقف القتال، والتوقف عن العمل بالسر والانضمام الى المجتمع الافغاني، ان عدلوا عن تأييد القاعدة". واعرب الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان عن تاييده للتوصل الى سلام عبر المفاوضات. وصرح ماكريستال في مقابلة مع صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية نشرت الاثنين "انا كجندي اشعر شخصيا بانه جرى ما يكفي من القتال واعتقد ان الحل السياسي لكل النزاعات هو نتيجة حتمية. وهي النتيجة الصحيحة". واعربت حركة طالبان التي وسعت رقعة نفوذها في افغانستان تكرارا انها لا تنوي التفاوض مع الحكومة الافغانية. واستهدفت سيارة مفخخة الثلاثاء قافلة لقوة الحلف الاطلسي امام مدخل قاعدة عسكرية يدرب فيها الجيش الاميركي الجنود الافغان واسفرت عن اصابة ما لا يقل عن تسعة مدنيين افغان بجروح في كابول. والى جانب افغانستان وباكستان وتركيا الممثلة برؤسائها في قمة اسطنبول، شاركت الصين عبر وزير خارجيتها يانغ جيشي، وكذلك ايران وتركمانستان وطاجيكستان. كما حضرت بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وقرغيزستان الى جانب الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي القمة بصفة مراقبين.