قامت الآلة الإعلامية بتضخيم الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير من خلال بوسترات على الحوائط وإعلانات فى الراديو والتليفزيون وميكروفونات المترو الأمر الذى أدى إلى إصابة 100 مليون حول العالم بالوسواس بالإضافة إلى العشرات الذين انتحروا خوفا من المرض ! قال الدكتور محمد وحيد أستاذ الطب النفسى إن مرضى الوسواس القهرى والمصابين بفوبيا الأمراض يصبح لديهم قلق وتوتر يصل لدرجة التفكير بأنه مصاب فعلا بمرض إنفلونزا الخنازير. أضاف : حتى لو أجرى التحليل و"طلع سليم " يظل متأكدًا أن المرض موجود ولا أحد يستطيع اكتشافه! فبعض مرضى الوسواس القهري توهموا الإصابة بإنفلونزا الخنازير؛ استجابة للاهتمام المتزايد به، مستشهدًا بالحديث الشريف «لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا». أكد أن الوسواس القهري يدفع البعض للعزلة والرغبة في الانتحار، وعن آلية تجنب ذلك، ركز على مسئولية وزارة الصحة ووسائل الإعلام، مطالبًا بالشفافية في شرح وضع مرض إنفلونزا الخنازير وأسبابه وطرق علاجه وعدم التهويل فيه . أما الدكتور مرزوق عبد الغنى أستاذ الإعلام فقال: ما تفتأ أبواق الإعلام العالمي تحذرنا من الخطر الداهم الذي يوشك أن يفتك بمئات الملايين من البشر إذا ما تحور الفيروس المسبب للمرض لنوع يمكن أن يصيب الناس بالتقاط بعض الجينات البشرية من إحدى سلالات الإنفلونزا التي تصيب البشر إذا ما جمعهما عائل يحمل الفيروسين معًا، وغالبًا ما سيكون ذلك العائل حيوان الخنزير أو شخص مصاب بالاثنين معا. قال إن الإعلام قد هول قبل ذلك من قضايا أخرى مثل موضوع الجمرة الخبيثة وارتفعت الهوجة الإعلامية ثم انتهت إلى لا شيء وهو ما يؤكد أن الإعلام يتحكم فيه فئة معينة على مستوى العالم والتى تروج لقضايا معينة فى أوقات معينة لتحقيق هدف معين أو مكسب معين وعندئذ يجب علينا أن نواجه هذا التهويل بعدم الانسياق وراء ذلك وإعادة التفكير فى الأمر من جديد حتى لا نندم على شيء بعد فوت الأوان فآنذاك لن يسعنا سوى البكاء على اللبن المسكوب بعد فقدان الملايين من الجنيهات ويكون الرابح هو صاحب الهدف من هذا التهويل فى الموضوع. ما يثير الشك في ذلك الاستنفار غير المبرر من الحكومات والأنظمة والهرولة نحو شراء كميات ضخمة من عقار "تامي فلو" الذي يقال إنه يكافح المرض. وأبدى مرزوق عبدالحكم- أستاذ الإعلام بجامعة جنوبالوادي بسوهاج- تحفظه على معظم ما يساق عبر الإعلام في موضوع إنفلونزا الطيور، ورفض بعضه رفضًا قاطعًا، فلربما كان الملف التالي يحمل وجها آخرًا للحقيقة، ولكنه وجه خافت لا يراه أحد أو يسمع به تمامًا مثل وجه القمر الذي لا نراه ولكنه بالتأكيد موجود. وجل ما سوف نقوم به في هذا الصدد هو عرض وترتيب بعض الحقائق المعروفة والثابتة بل والمنشورة بحيث يعرفها بعض العامة ولكنهم مأخوذون بطوفان التحذيرات التي لا تكف صباح مساء من وباء إنفلونزا الطيور، وكذلك سرد وتوظيف بعض الحقائق التي يعرفها القلة؛ لأن هناك من لا يريد لها أن تعرف، وإذا عرفت فإنه يجب أن تظل محصورة في أضيق نطاق بحيث لا تنتشر للكافة، بل وخنقها إذا ما حاول نشرها أحد بحيث تضيع سدى بين الصراخ الذي لا يتوقف تحذيرًا وترهيبًا من إنفلونزا الطيور.