بعد مرور عام على تنصيب بارك اوباما رئيسا للولايات المتحدةالامريكية ، خاب ظن الامريكيين فى اول رئيس اسود للبيت الابيض ، ففي استطلاع اجرته صحيفة "واشنطن بوست، الامريكية فى عددها الصادر اليوم قال نحو 50 % من الامريكيّين إنَّ اوباما تخلف عن تنفيذ وعود رئيسة أطلقها خلال حملته الانتخابية. وقد تجلى هبوط شعبية اوباما بعد الهزيمة التي مني بها الحزب الديمقراطي بفوز مرشح الجمهوريين في ولاية ماسيشوسيبتس التي ظلت ديمقراطية طيلة عقود واصبح مقعد الولاية شاغرا في مجلس الشيوخ بوفاة ادوارد كندي. اعتبر محللون نتيجة التصويت في ولاية ماسيشوسيتس بمثابة استفتاء شعبي على السنة الاولى من رئاسة اوباما. ووصفوا الهزيمة بانها "ضربة مهينة للديمقراطيين وأجندتهم" ، وهدية لا يريدها اوباما بمناسبة مرور عام على تنصيبه. كان الرئيس الامريكي قد حافظ خلال الأشهر الثلاثة الاولى من ولايته على نسبة تأييد تقرب من 70 % ، لكنّها تراجعت باطراد منذ ذلك الحين الى 53% . قال محللون سياسيون إن اوباما قدم العديد من الوعود لكنه لم يحقق اى شىء منها سواء مثل ملف معتقل جوانتانامو أواصلاح نظام الرعاية الصحية أم حتى تحقيق تقدم ملموس في ملفات الهجرة أو الطاقة الصديقة للبيئة. اما اجندته في مجال السياسة الخارجية التي علق عليها العالم آمالاً عريضة، فإنَّ تنفيذها كان متعثرًا في احسن الأحوال، بحسب هؤلاء المراقبين. استند المحللون على ملف العراق حيث كسبت حملة اوباما رصيدًا كبيرًا من الأصوات على اساس تعهده بانهاء الحرب في العراق التي سماها "النزاع الخطأ". وكانت الحرب الصائبة هي حرب افغانستان التي قال اوباما إنها لاقت إهمالاً في عهد الرئيس بوش. ما زال اوباما ملتزمًا بخفض القوات الامريكية من 120 الف جندي الى 50 الفًا بحلول نهاية اغسطس المقبل ورحيل جميع القوات قبل نهاية 2011، ويقول المعلق ديفيد ازبورن في صحيفة "الاندبندنت" ان اوضاع العراق تبقى محفوفة بمخاطر الانتكاس، متوقعًا ان تكون انتخابات مارس المقبل امتحانًا عسيرًا وتحديًا كبيرًا. تعهد أوباما قبل ان تطأ قدمه البيت الابيض بغلق معتقل جوانتانامو في غضون عام واصفا المعتقل بأنه خير أداة يمكن ان يراهن عليها تنظيم القاعدة لتجنيد عناصر في صفوفه ، لكن سجن جوانتانامو ما زال مفتوحًا. تراجع البيت الأبيض عن وعده عندما أصبح واضحًا ان غلق المعتقل لن يكون سهلاً. وناشد اوباما دولا اجنبية ان تأخذ نزلاء المعتقل ولكن ما من دولة عمليا فتحت ابوابها لاستقبال احد منهم. ويرى مراقبون ان اوباما يستطيع غلق هذا الملف إذا أُتيح له بعض الوقت مشيرين الى إعداد سجن يقع في ركن منعزل من ولاية الينوي لاستقبال بعض المعتقلين. وعلى الرغم من حصول اوباما على جائزة موبل للسلام لعام 2009 الا ان الكثير من المحللين لا يعرفون السبب الرئيسى فى منحه هذة الجائزة ، الا انه تمكن من استثمار اخطاء بوش فى السياسة الخارجية لصالح برنامجه خلال الحملة الانتخابية، وتعهد اوباما بأن يفتح حوارا مع الأعداء القدامى، بمن فيهم ايران، واقناع اسرائيل والفلسطينيين بالاستماع الى صوت العقل واستئناف عملية السلام، ولم يتم اتخاذ اى خطوة ايجابية لتنفيذ هذة الوعود .