سعد الحريري فيما يبدو أن العلاقات التركية الاسرائيلية تسير من سيئ إلى أسوأ( تركيا اليوم في طور التحول السياسي نحو العالم العربي والانسلاخ من العلمانية) هذا هو الفهم الاسرائيلي الحالي للتمغيرات السياسية على الساحة التركية حسب وصف صيحفة هآرتس اليوم، يأتي ذلك بالرغم من وجود بعض القضايا الاستراتيجية التي لا تزال مشتركة بين الجانبين. وفي هذا الإطار شهدت العلاقات الخارجية التركية في الفترة الأخيرة نشاطًا ملحوظًا في الاتجاه نحو توطيد العلاقات مع الدول العربية ، خاصة الدول التي تعتبر منفذا للسياسة الاسرائيلية الخارجية ، وهو ما يمكن ان يطلق عليه محاولات تركية لحصار اسرائيل سياسيا في ضوء الازمة القائمة بينهما حاليا . كانت زيارة سعد الحريري والوفد المرافق له الى تركيا خطوة مهمة على صعيد تنمية العلاقات المختلفة بين لبنان وتركيا، زيارة وصفها البعض بالتاريخية بالخطوة الإيجابية في وجه التحدي الذي تعانيه الحكومة اللبنانية في مجالات عديدة، فيما نظر إليها البعض الآخر بعين من الريبة متهمين انفتاح تركيا السريع على منطقة الشرق الاوسط برسالة تحدٍ في وجه الاتحاد الاوروبي الذي مازال يرفض انضمام تركيا اليه. وقد توجت هذه الزيارة بعدة اتفاقيات اهمها إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين،بالإضافة الى اتفاقيات في مجالات البنيةالتحتية، الاتصالات، الطاقة، البيئة، الصحة، لزراعة والتعاون العسكري ، وهو ما يعتبر مكسبًا كبيرًا بالنسبة للبنان، حيث إن الجيش التركي أحد أكبر الجيوش في العالم ويبلغ تعداده العسكري اكثر من 700 الف جندي، بالاضافة الى التقدم التكنولوجي العسكري الذي اكتسبته تركيا من علاقاتها مع اسرائيل. وفيما يخص اتفاقية إلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك والمواطنين اللبنانيين في عملية التنقل بين البلدين فهي تمت على أساس مسودة اقترحها الجانب التركي تقضي بإلغاء التأشيرة للوافدين الى كل من البلدين عبر كل الموانئ البرية والبحرية إضافة الى الجوية. كما شهدت العلاقات التركية السورية تطورًا ملحوظا بعد حالة من العداء استمرت قرابة عقد التسعينيات من القرن الماضي، فسوريا التي يسيطر عليها حزب البعث ذو الخلفية القومية العروبية، تناست العلاقات التركية الاسرائيلية والتعاون العسكري مع الطرف الذي يحتل هضبة الجولان السورية، إلى الحد الذي جعل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو يقول إن سورية وتركيا بصدد تشكيل مجلس حكومي مشترك، على قاعدة أن يكون النموذج دولتين بحكومة واحدة, وذلك على غرار فرنسا وألمانيا, والولايات المتحدة والمكسيك، وفي هذه الإطار توصلت سوريا وتركيا إلى اتفاق لإلغاء التاشيرات على انتقال الأفراد بين الدولتين، بالاضافة إلى جانب بعض الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية. توطيد العلاقات مع سوريا يجعل تركيا لاعبًا أساسيًا في حسم الصراع على الجولان المحتلة والوساطة فيه، بل يجعلها وسيطا مقبولا لدى الغرب في حواره مع الجانب السوري وهو الذي يهدف منه الى إقصائه عن ايران . وفي اعقاب الحرب الأمريكية على العراق تحولت العراق إلى حقلا خصبا للعملاء من الموساد الاسرائيلي، بالاضافة إلى قربها من ايران وهو ما يجعلها مصدرًا خصبًا للمعلومات، وموقعا استراتيجيا في حال اقدام اسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لايران ، خاصة في ظل حالة الانفلات الامني الذي يعيشه العراق والنشاط الاسرائيلي في منطقة كردستان ، وقد ادركت تركيا هذا الامر جيدا، بالاضافة الى ان تحسين العلاقات مع العراق مسألة في غاية الاهمية بالنسبة لتركيا، خاصة وان حزب العمال الكردستاني يشن بعض عملياته ضد تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية، ولذلك قامت تركيا مؤخرًا بإدخال تحسن ملحوظ على العلاقات التركية العراقية، حيث قامت بتوقيع مجلس استشاري للتعاون الاقتصادي مع العراق، بالإضافة إلى البدء في مفاوضات هادئة لإنهاء أزمة المياه وملف الأكراد، بالإضافة إلى نزاعات الحدود بين الجانبين، ففي خلال عام 2009 شهدت تركيا والعراق توقيع حوالي 48 اتفاقية تعاون بين الجانبين . في آخر لقاء منذ ايام بحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها على كافة الاصعدة وأشار آل مكتوم الى أن مشاركة أردوغان في افتتاح أعمال قمة "طاقة المستقبل" يعطي آفاقا كبيرة للتوصل إلى مقررات إيجابية تدعم توجهات دولة الإمارات ودول عديدة أخرى في المنطقة للبحث عن بدائل للطاقة. من جانبه اعتبر أردوغان استضافة الإمارات لأول قمة بصفتها المقر الرسمي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" نجاحًا وانتصارًا للدول العربية والإسلامية ما يبعث على الاطمئنان بمستقبل عمل ونشاط الوكالة في هذا المجال . وأعرب أردوغان عن أمله في أن تشهد علاقات بلاده مع دولة الإمارات تطورا إيجابيًا على صعيد الثقافة والسياحة والاستثمار والطاقة وغيرها. ويأتي ذلك في الوقت الذي تورادت فيه انباء عن مشاركة وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو ، في مؤتمر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة يعقد في أبوظبي حيث تعتبر الفعاليات الدولية هي الطريقة التي تسلكها إسرائيل في التوغل إلى بعض الكيانات التي تدعي المقاطعة مثل دولة الإمارات العربية، حيث ارتفع العلم الاسرائيلي أكثر من مرة في الإمارات خلال بعض الفعاليات مثل مؤتمر الطاقة المتجددة الذي عقد العام الماضي. واقتصاديًا ترغب تركيا في الاستفادة من المناخ الاقتصادي الذي تعيش فيه الإمارات اليوم بالرغم من الأزمة المالية التي تمر بها إمارة دبي.