لم تتوقف صحافتنا كثيراً عند خبر وفاة الصحفى والإعلامى الشهير وليم كرونكايت الذى لعب قبل 32 عاما دور العراب لتسهيل زيارة السادات لإسرائيل عندما دٌفع إلى إجراء حوار مع السادات ليسأله هل هو على أستعداد فعلا للسفر إلى إسرائيل كما قال فى خطابه الذى ألقاه فى مجلس الشعب قبل ذلك بأيام ؟ فجاوبه الرئيس السادات إنه سوف يفعل إذا وجهت له إسرائيل الدعوة ، فذهب بها كرونكايت لرئيس الوزراء الإسرائيلى بيجين فقام الأخير بتوجيه الدعوة للسادات الذى استقل طائرة الرئاسة وقطع مسافة لاتستغرق بالطائرة أكثر من 45 دقيقة لكنها كانت فى تأثيرها أكبر من سفر الإنسان إلى القمر . مهمة كرونكايت التى أداها تشبه إلى حد كبير مهمات أخرى لصحفيين مصريين لعل أشهرهم أنيس منصور أدوها بتكليفات سيادية أو كانت مهمات صحفية لأسباب سياسية . وكما لم يحاسب أحد فى أمريكا كرونكايت بسبب مجيئه إلى مصر لم يحاسب أحد أنيس منصور بسبب ذهابه إلى إسرائيل ، لكن تبقى هذه مجرد مهمات صحفية , أقول مهمات لهؤلاء الصحفيين الذين يريدون إعادة تعريف التطبيع بحجة مرور سنوات طويلة على قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفين بعدم التطبيع مع إسرائيل .. وللباحثين عن تعريف من زملائى وأبناء مهنتى لأقول لهم : التطبيع هو التطبيع ..هل لديكم تعريف أخر له ؟ وإذا كنتم غير مقتنعين فأذهبوا ما شئتم إلى إسرائيل وحققوا لها ماتريد ، فقد سبقكم رجال الأعمال ووجدوا أن التجارة البينية معها أو عبر وسطاء مربحة , لكنه ربح كمثل الذى سأل عنه المسيح مستنكرا : " ماذا يجدى لو ربحت العالم وخسرت نفسك" ربما سوف يربح البعض على المدى القصير لكن على مدى لن يطول سوف نخسر جميعا ونخسر كثيراً جداً.