كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميريكية عن تفاصيل أكثر خطورة عن تداعيات العملية التى استهدفت كبار قادة المخابرات الأميريكية فى مدينة خوست الأفغانية مؤخرا، عبر عميل أردنى – أمريكى مزدوج، وتسببت فى قتل وجرح 13 عنصرًا من عناصر ال"سي آي إيه"، وهو العملية التى تعد الأكبر خلال ال 30 عاما الماضية. وهو الأمر الذى أكد أن هناك حالة واضحة من عدم الاتزان ترقى إلى مرتبة التقصير الذى يبدو وكأنه "متعمد" فيما يتعلق بالأداء المخابراتى للولايات المتحدة تحت قيادة الأميرال "جوزيف بلير"، فخلال أسابيع قليلة فقط تعرضت أجهزة المخابرات الأميريكية للفشل تلو الآخر، فبعد عملية خوست المهينة والتى تسببت فى تعرض دولة الأردن الحليفة لأمريكا لحرج بالغ على خلفية ما وصف بانكشاف دورها فى تنفيذ عمليات لحساب أجهزة المخابرات الأمريكية، فإن كارثة أخرى كادت أن تقع لولا تدخل المدنيين من ركاب طائرة ديترويت الذين تمكنوا من إنقاذ أنفسهم بأنفسهم من الانتحارى النيجيرى الذى حاول تفجير الطائرة، على الرغم من أن والده قد سبق له وأن أرسل برسالة تحذيرية من احتمالية قيام ابنه بعملية إرهابية ضد المصالح الأمريكية وبالرغم من ذلك فقد بدت أجهزة المخابرات الأمريكية وكأنها تتغافل عمدًا اتخاذ أية إجراءات أمنية عبر المطارات المدنية ضد الشاب الذى قدم والده بيانات تفصيلية عنه. إن تقصيرًا بهذا الحجم يعيد إلى الأذهان تقصير أكبر وأخطر تكشّفت تفاصيله مؤخرًا فقط، فيما يتعلق بالحادث الإرهابى الشهر لهذا القرن والذى تم توجيهه إلى مركز التجارة العالمى فى سبتمبر 2001، حيث أوضحت تقارير رسمية مستقلة أن تحذيرات عديدة سبقت الحادث إلى مكتبى المخابرات الأميركية والبيت الأبيض قبل الهجوم وبالرغم من ذلك فقد سادت سياسية لا أرى. لا أسمع، إلى أن تعرضت الأراضي الأمريكية لأكبر ضربة فى تاريخها. وتساءلت "واشنطن بوست" فى معرض تقريرها عن حقيقة ما تواتر عن وجود سياسة سرية للمخابرات الأمريكية تقوم على التغاضى عن وقوع عمليات إرهابية موجهة ضد المصالح الأمريكية ليتم اتخاذها فيما بعد كذريعة لتوجيه ضربات عسكرية ضخمة تجاه دول أو مناطق معادية للولايات المتحدة أو لها مصالح فيها، ونموذج الاحتمال الأول هو أفغانسان ونموذج الاحتمال الثانى هو العراق! جدير بالذكر أن قاعدة "تشابمان" العسكرية الأمريكية بخوست التى تعرضت للعملية العسكرية التى أودت بسبعة من عناصر المخابرات الأمريكية، تستخدم كمركز عمليات واستطلاع متقدم، وكان من المثير أن يتزامن الحادث ومقتل ضابط أردني من العائلة المالكة في أفغانستان، وحيث استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وأعضاء من العائلة جثمان النقيب الشريف علي بن زيد الذي أقيمت له مراسم عسكرية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، وهو ما زاد من قوة التكهنات التى أثيرت مؤخرًا بشأن وجود تعاون استخباراتي بين الأردن والولايات المتحدة فى خدمة أهداف حلف الناتو فى مناطق متعددة من العالم!