اكد الستير كامبل، المستشار السابق لتوني بلير، امام لجنة التحقيق حول التدخل البريطاني في الحرب على العراق أمس الثلاثاء، ان رئيس الوزراء السابق كان مصمما على التعامل مع نظام صدام حسين بطريقة سلمية حتى فترة قصيرة من اعلان الحرب على العراق في اذار/مارس 2003. وقال كامبل الذي كان من حلفاء بلير المقربين، ان بلير كان يريد اتباع نهج الفدبلوماسية حتى وقت تصويت مجلس العموم (البرلمان) البريطاني على مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق في 18 مارس 2003. واكد ان بلير لم يتخذ قراره "لان جورج بوش (الرئيس الاميركي في ذلك الوقت) اراد منه ذلك. بل كان ذلك نابعا من اعتقاد حقيقي بانه يجب مواجهة العراق بشان تحديه المتواصل للامم المتحدة". وقال "لقد كان ذلك هو موقفه وتلك كانت السياسة التي اتبعها طوال الوقت وحتى تصويت مجلس العموم .. ولغاية ذلك الوقت، كان رئيس الوزراء يامل في حل هذه المسالة سلميا". واضاف "اعتقد ان رئيس الوزراء كان يحاول طوال الوقت حل هذه المسالة دون اطلاق طلقة واحدة". ورأى ان بلير لم يتعهد لبوش بالاسهام في تدخل عسكري اثناء لقائه به في كروفورد (تكساس) في ابريل 2002، خلافا لعدد كبير من الشهادات بهذا المعنى امام لجنة التحقيق. وقال كامبل ايضا "ان ميل (بلير) الفطري كان يتجه الى انه ينبغي ان نكون الى جانب الاميركيين. هل هذا يعني انكم تضعون سياستكم لتتوافق مع سياستهم؟ كلا". واضاف "لا اشاطر التحليل الذي يقول انه كان هناك تعديل اساسي في التوجه السياسي لرئيس الوزراء في كروفورد"، مشددا على ان بوش لم يكن قد تطرق الى التدخل العسكري في تلك المرحلة بعد. الا انه كشف ان "فريقا صغيرا جدا" داخل مركز القيادة الاميركية في تامبا (فلوريدا) "كان يدرس الخيار العسكري". وقال كامبل "احاول ان اوضح لكم ان الاطار لم يكن كما لو ان جورج بوش يقول لتوني بلير +هيا، تعال يا توني نشن الحرب+. لم يكن الامر على هذا النحو على الاطلاق". لكن بلير اعتبر مع مرور الوقت انه اذا رفض صدام حسين تدمير اسلحة الدمار الشامل لديه، فانه لن يكون من الممكن تفادي المواجهة. وقال كامبل "لم يتحرك وفقا لما كان يأمله جورج بوش. كانت قناعته الحقيقية انه ينبغي مواجهة العراق بسبب موقفه المتواصل في تحديه للامم المتحدة". وبدأت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وبدعم قوي من بريطانيا، غزوها للعراق بعد يومين من تصويت مجلس العموم، رغم عدم وجود تاييد علني من مجلس الامن الدولي لذلك. ويعد كامبل من ابرز المسؤولين السابقين الذين يمثلون امام لجنة التحقيق التي يرئسها جون شيلكوت الموظف الكبير السابق، حول ظروف دخول بريطانيا الحرب.