حلل الكاتب الإسرائيلي المعادى للصهيونية يورى افينرى أسباب بناء مصر للجدار الفولاذى فى مقال له نشر بصحيفة "الكونتر بانش" الأمريكية بعنوان "حصار مصر لغزة بالجدار الفولاذي" ، أكد فيه أن مصر فى الغالب لا تملك خيارا آخر لبناء الجدار والذى جاء بضغط من الحكومة الأمريكية التى تعلق بناءه باستمرار تدفق المعونة السنوية إلى مصر والتى تصل إلى 2 مليار دولار، والتى بدأت منذ توقيع مصر لاتفاقية كامب دافيد مع إسرائيل كهدية لبدء مصر فى اتخاذ خطوات نحو السلام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل خاصة وأن مصر قلب الشرق الأوسط والشقيقة الكبرى التى كانت كافة الدول العربية تطلع إليها، لكن كل شيء اختلف الآن، فالسعودية باتت تلعب دورًا أكثر فاعلية بينما أصبحت دبى هى المركز المالى للشرق الأوسط، فى حين تعاني مصر من انخفاض معدلات النمو وزيادة سكانية مستمرة مما دفع الحكومة المصرية بقبول الضغط الأمريكى مقابل استمرار المعونة التى يتحكم فيها اللوبى الصهيونى بأمريكا وبإمكانه قطعها فى أى وقت برغبة من الحكومة الإسرئيلية. وأشار يورى إلى نبوءة ذكرها المتطرف الصهيونى فترة فلاديمير جابوتنسكي فى أحد كتاباته قبل احتلال فلسطين حين قال: سنعزل الفلسطينيين خلف جدار فولاذي، وقتها لم يكن فلاديمير ليصدق أبدًا بأن العرب هم من سيبنون ذلك الجدار بأنفسهم لعزل إخوانهم! أمر آخر ذكره يوري فى مقالته عن أسباب بناء مصر للجدار العازل حيث أكد أن حماس أغضبت مصر فى الآونه الأخيرة كثيرًا، فقد رفضت الانصياع إلى نصائح شقيقتها الكبرى ورفض قادة حماس المفاوضات التى كانت تتم بين الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، وذلك رغم تبنى مصر للقضية الفلسطينية منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى ساعد فى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وأكمل المسيرة من بعده الرئيس الراحل أنور السادات الذى حاول التوصل مع إسرائيل حول اتفاق بالعودة الى حدود 67. ورغم ما تتعرض له الحكومة المصرية من ضغوط خارجية من أجل إتمام بناء الجدار الفولاذي يلفت يورى إلى ما يتعرض له أيضًا أهالى غزة من حصار خانق من قبل الجيش الاسرائيلى والبحرية الإسرائيلية والمنع لكافة السلع حتى الكتب المدرسية فيما عدا الأدوية الأساسية والمود الغذائية التى تسد بالكاد جوع مليون ونصف من سكان القطاع، ولا يندهش أحد حين يعلم أن إسرائيل قد منعت دخول المكرونة إلى غزة وصنفتها ضمن الأغذية غير الأساسية! وكانت مصر فيما سبق تدير أزمة حصار غزة بحنكة سياسية فقد كانت تغلق المعابر فى حين تسمح بالأنفاق على حدودها مع غزة لنقل المواد الغذائية اللازمة لأهالى القطاع علاوة على الأسلحة لنشطاء حماس والتى كانت عاملا هامًا فى الصراع الدائر بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي.