بلافتة حملت عبارة : "عواجيز الحكم يخربون الوطن من أجل التوريث" لخص المتظاهرون أمام دار القضاء العالى ظهر اليوم رؤيتهم للأزمة الطائفية والعنف الطائفي الذى بات السمة الغالبة على الأعياد والاحتفاليات الدينية، وكان عدد من الأحزاب والمنظمات والقوى الوطنية قد دعت إلى تنظيم مظاهرة اليوم احتجاجًا على مذبحة نجع حمادى. وقد حمّل المشاركون الأمن والسلطة الفاسدة ودعاة الفتنة من الجانبين مسئولية ما حدث. وقد شهدت المظاهرة حضور عدد من وسائل الإعلام الأجنبية التى تهتم كثيرًا بتسجيل الأزمات الطائفية، خاصة بعد أن باتت مصر من الدول التى يشار إليها عند الحديث عن الفتن الطائفية، صورة مغلوطة ساعد فى نقلها عدد من المنظمات الحقوقية المصرية بالخارج والتزم الأمن الهدوء طوال المظاهرة ولم يحتك بالمتظاهرين وفقًا لتعليمات وجهت له بعدم إثارتهم. وقد قام المتظاهرون بتقديم بلاغ إلى النائب العام اتهموا فيه محافظ قنا والأمن برعاية العنف ضد الأقباط والتواطؤ إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس الشورى. واعتبر البلاغ ما حدث جريمة ازدراء وتشويه للعقائد، وطالب بمحاسبة الجناة الحقيقيين بأحكام رادعة. وقد رفض عدد من المشاركين فى الوقفة الاحتجاجية-التى نظمها عدد من المنظمات القبطية والأحزاب ظهر اليوم- الانصراف وطالبوا بتنظيم مسيرة إلى البابا، مؤكدين على ضرورة التمسك بمحاسبة المذنبين تلك المرة حتى لا تتكرر أحداث العنف على الجانبين والتى باتت سمة غالبه فى الأعياد والمناسبات الدينية. وأكد هانى رمسيس المحامى أن صدور أحكام رادعة من شأنه القضاء على العنف الطائفي الذى لم تعد تجدي معه جلسات المصالحة العرفية والتى يتم الضغط عليها من قبل الأمن لانتهاء إلى مصالحة بين جميع الأطراف. وطالب هانى المسلمين والمسيحيين المستنيرين بإعلان استنكارهم لما يحدث وألا يتحولوا إلى كتلة صامتة، فالعنف الطائفي ظاهرة جديدة وضد طبيعة المصريين السمحة، وقديما كنا نتبادل الكحك فى الأعياد أما الآن فاختفت العديد من المظاهر التى تؤكد على عمق العلاقات بين الجانبين. ومن جانبه أكد مجدى نجيب وهبة رئيس تحرير جريدة النهار القبطية أن مظاهرات المسيحيين فى الشوارع تؤكد غياب القانون والتميز ضد المصريين جميعًا وليس الأقباط وحدهم، وهو الأمر الذى أدى إلى نشوب العنف الطائفي وتوتر العلاقات الوثيقة بين بعض المسلمين والأقباط. وأدان نجيب بعض برامج الفضائيات التى لا تتبع الحوار الوطنى لحل الأزمات الطائفية وتلجأ إلى الإثارة لجذب مزيد من المشاهدين خاصة برنامجي "الحقيقة" لوائل الإبراشى وبرنامج "العاشرة مساءً" للإعلامية منى الشاذلي. وأكد نجيب جبرائيل الناشط الحقوقي أن النائب العام وعد بالانتهاء من التحقيق فى البلاغ الذى قدم إليه اليوم خلال أسبوعين على الأكثر وملاحقة دعاة الفتنة الطائفية حتى لا نشهد تكرارًا لمثل ذلك النوع من الجرائم.