استنكرت أوساط مسيحية وإسلامية لبنانية دعوة حسن نصرالله " التي وجهها الي المسيحيين برفض أن يبقى بعضهم يدفع بهم دائما إلى الانتحار بحجة الخوف المصطنع وإيجاد بعبع بشكل دائم وبشكل يومي وضرورة اعتماد نقاش هادئ في ما بينهم حول الخيارات الراهنة والمستقبلية والاستفادة من تجارب الماضي. ورفضت تلك الأوساط ما اسمته "مضبطة الاتهام الموجهة الى المسيحيين" مؤكدة "أنهم لا يحتاجون الى نصائح وتوجيهات ودروس"
وفي هذا الاطار أكدت أوساط مسيحية أن "نموذج العراق لا يمكن أن يحصل في لبنان لأن من يقصدهم السيد نصر الله في كلامه أكدوا في السنوات الأخيرة على أنهم أوّل من يريد الشراكة مع الطرف الآخر، وهم الذين قدموا الكثير في سبيل حرية هذا الوطن واستقلاله"
وقال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع كنت انتظر من السيد نصرالله ان يقول بما اننا مختلفون بالرأي حول الاستراتيجية الدفاعية للبنان وحول دور الجيش اللبناني فلنتفضل الى طاولة الحوار، بعدما تشكلت الحكومة، لنتناقش سوية في هذا الموضوع الشائك، لكن للاسف فهو ذهب في اتجاه اخر وكأن لا وجود لطاولة الحوار بالنسبة اليه ومن جهة ثانية فهو مضى الى دعوة المسيحيين الى الاجتماع وكأنه مطمئن سلفاً الى نتائج اجتماعنا او كأنه يعتبر انه بات لديه وكيل شرعي داخل المسيحيين سيطرح وجهة نظر حزب الله ويدافع عنها حتى الرمق الاخير. انا شديد الاسف لكون الامور اخذت هذا المنحى واذكر السيد حسن ان هناك طاولة حوار وطني فالمشكلة ليست مشكلة مسيحية انما مشكلة وطنية كبيرة". وقال عضو كتلة القوّات اللبنانية النائب انطوان زهرا: يبدو انّ السيّد حسن نصر الله ادمن في الفترة الأخيرة خطابات النصر وكلمات التوجيه والإرشاد وتصنيف نفسه المرجع الأول الذي يمتلك كل الحقيقة ويعرض الخيارات على اللبنانيين. وهو وفي غلاف من الدعوة الى النقاش الهادئ وجّه مضبطة إتهام الى المسيحيين ودورهم وتاريخهم، وطبعاً هذه المضبطة مرفوضة ومردودة، وبدا وكأنه يخيّر اللبنانيين والمسيحيين الذين هم جزء أساسي في التركيبة اللبنانية، بين خيارهم المحسوم والمعروف والذي هو خيار الدولة ووطن الشراكة والتنوّع والمناصفة، وبين خياره الذي نرى نماذج منه ورأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون "ان المسيحيين ليسوا بحاجة إلى نصائح من قبل الأمين العام لحزب الله وعندما تتعلق المسألة بمصلحة وقضية لبنان، المسيحيون يعرفون تماماً ماذا يفعلون". كما رأى عضو كتلة الكتائب اللبنانية ايلي ماروني أن "الامين العام لحزب الله بات يوجه نصائح وكأنه مرشد للمسيحيين"، متمنيا أن "يكون هناك حوار بعيد من تأثير السلاح وعرض العضلات". وقال "نحن نشكره على دعوته ونعلم كيف نتحاور حينما يحين الوقت. ولاحظ ان "نصر الله يقصد المسيحيين في فريق 14 اذار، لان الجزء الاخر متفهم ومتفق معه"، وسأل "مع من يريدنا ان نتحاور مع المسيحيين الاخرين او بين بعضنا، وألا نكون لبنانيين الا اذا انتمينا الى المحور السوري الايراني؟".